جبل أم حياة .. !

لم نكن نعلم أي شيء عن هذه الرحلة سوى أننا سوف نصل لقمة جبل موسى لنستمتع بمشهد الشروق ثم نزور دير سانت كاترين ثم نعود للفندق .. لم نعترض على أن بداية الرحلة كانت في الثالثة صباحا فقد كان لدينا حماسة شهر العسل ، و بما أنها أول رحلة نقوم بها و رابع يوم جواز فجهزنا السندويتشات و العصائر و شيكولاتة كادبورى و جالاكسي كعادة المصريين ، فالرحلة دوما تعني عسش فينو و شيبسي و عصير جوافة ... .
بغض النظر عن باقي ما حدث من آلام في هذه الرحلة الشاقة ، إلا أنني لاحظت أن الذين يصعدون جبل موسى – الذي بالمناسبة يتكلف ساعتين على الأقل من صعود غير ممهد ضد الجاذبية في ظلمة الليل – هم أنواع ، فهناك من يسيرون سريعا في البداية و لكن سرعان ما يتعبون فيقفون و يتخلفون عن المجموعة ، و هناك من هم ذو لياقة بدنية عالية فيسيرون في خطوات واثقة منتظمة حتى يصلوا للقمة ، و هناك من يكونون في سن ال90 و لكنهم مازالوا شبابا في قلوبهم فيصعدون في خفة ، و هناك من يمر بهم الجمًّال يعرض عليهم مساعدة للصعود ... إن هذا الجبل حقا هو صورة للحياة ... بل و ليس أي حياة ، الحياة الروحية .فهناك من يبدأ و يريد البداية من مرحلة القداسة فسرعان ما يتوقف ، و هناك من يسير تحت إرشاد و بانتظام فيصل ، و هناك الشيوخ الذين يعيشون في تقوى و تجد فيهم براءة الاطفال ، و هناك من يرضخون لعروض الشيطان و وعوده بحياة مريحة دون ضيقات ، ربما رحلة الصعود إلى جبل موسى هي رحلة شاقة فعلا ... و لكم من قال أنه في العالم لن يكون هناك ضيق ؟ .. يبدو أن رحلة الحياة متشابهة إلى حد كبير مع رحلة الصعود هذه .

رسالة إلى ضابط الكل

إلى العزيز الله ،
كيف حالك يارب ؟ أنا واثق أنك كعادتك مبتسما ، بالرغم من أن أعمال الكثير من البشر تغضبك ، و لكنك تحبهم و تحاول جاهدا بكمال الرقة الموجودة فيك أن تصلح ما بهم و ترشدهم و تعلمهم .
أنا أيضا واثق أنك مازلت تمارس هواية الاصلاح ، فتمد يدك و تحول كل ما هو غير نافع إلى شيء نافع ... أنت يارب مبدع علم إعادة التدوير ااذي يدعي العلماء أنه علم إنقاذ الموارد البشرية ، قد خلقت الانسان من تراب ، و حولت المولود أعمى إلى مبصر و اللص المصلوب إلى أحد ساكني الفردوس .
بينما يارب يتسابق الناس في الاستهلاك و يحولون الأشياء إلى خردة ، تأخذ أنت الخردة البشرية و تصنع منها قطعا فنية لا مثيل لها ، تحول عبد الخطية إلى سيد و جريح الشيطان إلى ملك منتصر .. و الموت إلى حياة .
محبتك العظيمة هي سر تطوعك ، لبناء كل هذه الأشياء و لمستك الطاهرة هي التي تحول كل الخردة إلى اشخاص نافعة ، هناك يارب قطعة من الخردة غير نافعة لأي شيء ، كل من رآها ألقاها مرة أخرى و لا أحد يريد أن يحاول إعادة تصنيعها ،لا أعلم كيف سوف تحولها لشيء نافع ، و لكنني أعلم أنك تقدر ، ربما هي قطعة صعب تشكيلها و لكنك تقدر ، سوف تترك قطعة الخردة هذه قلمها الأن و تنتظر مجيئك لتعيد تصنيعها ، لا تهتم بتأوهاتها إن تألمت فهي تعرف أنه لمصلحتها ، أرجو أن تطهرها و تبرز حبها الكبير لك مع خالص شكري لمجدك ، يارب إن أردت تقدر أن تطهرني .
قطعة خردة

الدرس العملي

عادة عندما يتطرق الناس لأي موضوع ، تغلب دوما الطريقة القصصية على المتناقشين ، سواء كانت قصة خيالية ، أو قصة احد الأمثال ... و الأكثر تأثيرا هو القصص الواقعية التي يحكيها الناس عن أخرين سمعوا عنهم و ربما حتى عن أنفسهم ... و تبقى القصة مرة اخرى شيء مشوق ، جذاب ، و وسيلة إقناع ذات شهرة لا باس بها .

مقدمة ليس لها معنى و شخابيط غير مدروسة ، ما علينا ، أعتقد أن من أهم الموضوعات التي تؤثر فيها القصة أو التدليل بالأشياء الواقعية هي الموضوعات المتعلقة بالإيمان ، تجد أحدهم يقص عليك معجزة ، أو يشبه لك الطبيعة أو يشير إلى عصفور فوق شجرة ، أو يريك شخص كان أعرج ... بعض الكنائس تضع كراسي متحركة في جوانبها ، و عندما تسأل ما هذا ؟ يقولون أنه لفلان ، لقد كان مشلولا و بمعجزة شُفِي ... و ربما تتركز المعلومة في رأسك ، و تتذكر مكان ما أو كنيسة ما بـ" مش دي الي فيها كراسي متحركة بتاعة ناس حصلهم معجزات ؟ " ... بل إن الأباء كلهم كانوا يردوا على البدع و الهرطقات بأمثلة مثل الشمس و الحديد المنير بعد تسخينه و ... إلخ .

و لكن مهما مر عليك من قصص قد تؤثر فيك و تستدر دموعك ، لن تكون أبدا مثل القصص التي تعيشها ، تشعر بداخلها بمرارة المشكلة بلسانك و ليس بأذنيك، تذوق فيها القلق و الحاجة و المعنى الحقيقي للمشكلة ، و هنا فقط تؤمن حقاً أن الله معك و لا يتركك .
عندما سألني صديقي قائلاً من تظن استفاد كثيرا في حادثة سير السيد المسيح على المياة ؟ فأجبت بلا تردد : بطرس ، فقد عاش الحدث ... و هنا تكون الدروس الحقيقية .. الدروس العملية .

ربما لم يتحسن إيماني كثيرا ، و لكن الفترة الماضية بالذات كنت قد وصلت لحالة لا أحبها ، ليس يأساً فقط بل هو يأس مع شعور بالعجز ، فتيأس من حل المشكلة و تعجز عن التصرف ، و لأنك عاجز عن التصرف ... يزيد يأسك .
ثم يأتي الله و كأنه يشير إلى كل مشكلة كتبتها في قائمة العقبات فتختفي، تختفي الأولى فتبدأ تشك بالثانية ، يخفي لك الثانية فتشك بالثالثة ، و ينتظر الله عليك لربما تقول لا لن أقلق و لن أشك ، و لكنك تفهم انتظار الله بعدا ، و تبدأ تشك أكثر و أكثر إلى أن يتدخل الله مرة أخرى، لعلك لا تشك بعد .

فقط أنهي حديثي بثلاثة فتية تمسكوا بعبادة الله دون الأوثان ثم حكم عليهم الأن بالرمي في الأتون ، أتخيل نفسي مكانهم ... حسنا ، بالتأكيد سوف ينقذني الرب ... يبدأ الجنود إحماء الأتون و يتسلل القلق إلى قلبي ، حسنا سوف ينقذني الرب ... يبدأ الجنود يموتون من شدة الأتون و أنا يداي أصبحتا مربوطتان ... ما هذا يا رب .. لم يكن هذا هو الإتفاق ، و لكن أعتقد أن الله تأنى حتى تكون المعجزة أعظم ، قد يتأنى الله عليك ليكون مجده أعظم و تكون العبرة أو الدرس أكثر فعالية ... قد يرضى الله أن يلقوا في الأتون و لكنه حنّان لا يترك أولاده حتى إن اضطر أن ينزل بنفسه ليحول الأتون لبردا و سلاما .

أعن يارب ضعف إيماني .

قلبك المحب

هل أحببت بالحقيقة أحد من قبل ؟ أقصد أحببته جداً ، حقاً و بالتأكيد ... زوجتك ؟ والديك ؟إخوتك ؟ خطيبتك ؟ أصدقائك ؟زملاؤك المقربين ؟... لنكرر الأمر ... تخيل شخصا ما في ذهنك ، تحبه بشدة ، بشدة أن تضحي من أجله بكل ما لديك ، و أغلى ما لديك .. تنزعج بشدة عندما تشعر أنه في خطر ، و تكاد تصاب بالاكتئاب حينما تراه حزينا ... أنا موقن أن كل منا في رأسه الأن شخص ما ، أو مجموعة من الأشخاص

دعني أزاحم تلك الفكرة بفكرة أخرى ربما تزعجني و تزعجك ، ماذا لو قام هذا الشخص ، أو أحد هؤلاء الذين تحبهم لأقصى درجة بشيء يحزنك جداً ، يخطيء في حقك ، يتجاهلك ، يجعلك تشعر كأنك لا تهتم به على الإطلاق ، أوتعلم ؟ ماذا لو فعل ذلك أمام عينيك ؟
...
عندما يحدث هذا أفكر ، هل هذا هو جزاء الحب ، و التضحية و الاهتمام و المشاركة و المساندة ؟ كيف ... ؟ لو لم أكن أحبه لما حزنت على ما فعل و لكن محبتي له هي المشكلة ، كيف أكرهه الأن بعدما أحببته كل هذا الحب ؟

هل يحبني الله حقاً؟ إن قلت لا فلا تكمل تلك السطور ، و إن قلت نعم لنفكر الأن كيف يكون حال الله عندما نخطئ إليه ؟
و لكن هنا يظهر الرجاء ، فلأن محبة الله حقيقية ، فهو دوما يقبلنا ، مثلما تقبل أنت من تحبه حتى و لو صنع بك أشر الشرور لأن القلب الذي فعلا يحب يعجز عن الكراهية
...
حاشا لي أن أقارن محبة الله بمحبتنا و لكن أعتقد أن السبب الرئيسي لحث الله لنا أن نحب ، أن نشعر بمقدار الألم حينما نخطئ إليه ، الله يحبنا جدا ، ليهبنا أن نحبه قدرما نستطيع

جيكل أم هايد ؟

... هي رواية قديمة و معروفة لدى الكثيرين ، ربما لأنها لا تتحدث عن شيء شيء مألوف ، بل هو شيء باطني ربما يعيشه الناس و لكنهم لا يدركوه .لقد قرأت قديما رواية دكتور جيكل و مستر هايد ، و فكرة الرواية العامة بسيطة جداً ، فدكتور جيكل هو طبيب معروف ، يحبه الجميع شخص طيب و لطيف يحييه الناس عندما يمر بالشارع و هكذا ، و على الجانب الآخر مستر هايد هو شخص مزعج لا يحبه الناس يتسلل من النوافذ و يفعل نقائض ما يفعله دكتور جيكل و لكن ... تأتي النهاية لتخبر الجميع أن دكتور جيكل هو ذاته مستر هايد ، شخص واحد مصاب بالفصام ،
و التي تعني الذئب Jackal و كلمة جيكل هي قريبة جدا من
و التي تعني الاختفاءHide و كذا هايد قريبة من .
و نأتي الأن للسؤال الذي أريد أن أسأله لنفسي و ربما تشاركوني و يسال كل واحد نفسه ايضاً ، هل انا جيكل ؟ أم أنا هايد ؟ أم أنني ... كلاهما
!!!
"أنا عارف أعمالك أنك لست باردا ولا حارا ، ليتك كنت باردا أو حارا " (رؤ 15:3) ، فالبارد يعلم انه كذلك و الحار يحاول الحفاظ على حرارته ، بينما الوسطّي الفاتر يظن أنه حسنا و هكذا يظن الناس ، بينما ليلا هو مستر هايد ... إنه شيء لا يعلمه إلا الله و صاحبه و لذا ، فإن كنت كنت فاترا اي لست حارا ولا باردا فأعد التفكير... بل و كفكرة أخيرة لا تظن أن كاتب هذه الكلمات هو جيكل ، فمن أدراك أنه ليس هايد ليلا
!!!

أبيض و أسود

هذه المرة ، اقترح علىّ صديقي أن نتحدث عن أبيض و أسود ، و في الحقيقة قد فكرت كثيرا في هذا الموضوع ، و ظللت أحاول الوصول إلى سبب تسمية اللون الأبيض بذلك و الأسود كذلك ، و لماذا يرتبط اللون الأبيض بالفرح ، النجاح ، الصّح و القيامة ...و يرتبط اللون الأسود بعكس هذه الأشياء .. إلا أنني فكرت أنه ليس من المهم كل ذلك بالمقارنة بما وراء اللونين من رموز و معانٍ في حياتنا التي نعيشها كل يوم .

و إذا نظرنا للموضوع كله بنظرة موضوعية لرأينا أن اللون الأسود ليس مذنبا في كوننا إتخذناه رمز الشر و الحزن و ... ، بل حتى لو كان مسئولا عن هذه الرموز فلا بد أن نحبه جداً و ليس ذلك فقط بل و نشكره أيضاً ... ، لست أحاول التلاعب بالألفاظ أو ما شابه و لكن لنفترض أن اللون الأسود هو عدوي ... لقد قيل أحبوا أعداؤكم ، فلا بد أن نحب اللون الأسود ، أما لماذا نشكره فدعونا نتأمل ببساطة .. ألست أستخدم أنا الأن اللون الأسود للكتابة ؟ إنه يوضح اللون الأبيض و يظهره ، و يمكننا قولها بشكل آخر .. لولا وجود اللون الأسود لما استطعنا رؤية اللون الأبيض ، أليس كذلك ؟ ... كثيرا ما نعترض على وجود الأسود .. الشر .. الحزن ، و كل هذه الأشياء و لكن تخيلوا معي .. لو لم يحزن الإنسان يوما فأنى له أن يعرف طعم الفرح ، و إذا لم يجرب الإنسان الشر و الظلم إذا وقعا عليه ، كيف يستطيع أن يميز فعل الخير و العدل و الرحمة و الحق و كل هذا ؟!!

إن المشكلة تكمن في أننا نمركز أنفسنا داخل الكرة الأرضية كي يدور حولنا كل الأشياء ، فإذا كان الأبيض سيريحني فأنا أحبه و أطلبه و أسعى في الحصول عليه ، و إن كان اللون الأسود يضرنا فلا نريده و نطرده من حياتنا للأبد ... أليس ذلك اعتداد بالذات ... إن الذي يلتصق بالله يراه في الأبيض في الحق و الخير و المحبة و الرحمة ، و ليس ذلك فقط .. بل يراه في الأسود ، إذا رأى الظلم يتذكر عدل الله و إذا رأي الغش يتذكر أمانة الله و إذا راي الأنانية يتذكر كيف أخلى الله ذاته ليفدينا على الصليب ، أوليس اللون الاسود يساعدنا على الشكر و التقرب لله ايضا ... ليتني أترك الأمور الكثيرة التي أهتم بها مثل وجود الأبيض و الأسود ... أترك الكل لأن الحاجة إلى واحد ... .
مارس 2005

عناية و تسليم

منذ أن استيقظت ذاك اليوم و أنا أفكر بالعناية و الاعتناء .. و قد حاولت أن أفهم المعنى الداخلي للكلمة "يعتني" ، هل لها علاقة بالعين ؟ و كأن من يعتني بأحد يضعه داخل عينيه كما هي الجملة المشهورة ؟ أم أنه يقصد لا يحول عينه عنه ... و عندما وجدت في المعجم الوجيز أن معنى اعتنى بـ : اهتم بـ ، فكرت ثانية ... هل الاعتناء هو مشاركة في الهموم و المشاكل و التدبير ؟ هل أن تعتنى بأحد ان تفعل له كل شيء ؟ .كثيرا ما نأخذ عناية الوالدين لأطفالهم هي نموذجا للاعتناء ، فبالحقيقة حتى يتعلم الطفل الكثير يكون معتمدا تماما على والديه ، و لكن هل تنتهي فترة العناية بانتهاء مرحلة معينة في حياة الانسان ؟
أظن أن الاعتناء بأحد هو عهد يقطعه شخص مع أخر غيره ، عهد ذو شروط كثيرة و مبادئ تستلزم التزاما من نوع خاص ، التزام من المعتنِي و المعتنَى به ،فأحيانا كثيرة يكون عليك فقط أن تطلب المساعدة ، و لكنك لا تفعل .. العناية هي ليست واجبة على طرف واحد من أطراف العهد بل هي التزام من أحدهم و قبول من الأخر ، عهد لا يتغير ، فيظل الوالدين مثلا يشعران بالتزامم برعاية أولادهم و إن صاروا حتى أولادهم أباء و أمهات مثلهم .و في الحقيقة أن مصدر ذلك التفكير لدي كان العناية الإلهية ، فالشعور بوجود عين حنونة قادرة تنظر إليك في نفس الوقت الذي أنت حائر فيه ، بل في كل الأوقات التي تمر بها لهو شعور من نوع خاص جداً.
إن الضعف البشري يحتاج من يحتويه ، كم مرة كنت عاجز تماما عن التفكير ؟ كم مرة شعرت أن مشاكلك لا حل لها ؟ بل كم مرة شعرت بالخوف من حياتك ؟ و على الجانب الأخر ... كم مرة شعرت بقوة أن الله يعتني بك ، يعتني بك وحدك و يربت على كتفك ، و لكن ثانية ، هذا يتطلب منك أن تلقي بأحمالك عليه و تسلم له أمورك بإيمان في قدرته و محبته ... العناية الإلهية تحتاج إلى التسليم البشري احتراما من المعبود العظيم لحرية العابد المذنب .
أخيرا ، و حتى لا نفتح الباب للتفكير المنطقي أن يفسد جمال الموقف فالعناية الإلهية لا تعني أنك لن تفعل شيئاً ، فدورك محفوظ و مطلوب ، دورك أولا أن تطلبها ، و ثانيا أن تعمل كل ما في وسعك ، الله قد لا يحل لك المشكلة ... و لكنه سوف يرشدك على الأقل كيف تحلها ... الله قد يريك الطريق و يسير خلفك يراقبك ، أو يمسك بيدك ليوصلك ، و قد يحملك كلية حتى تعبر من المشكلة .
" من الكتاب المقدس : "سلمنا فصرنا نحمل
من المعجم الوجيز : العناية الإلهية : هي تدبير الله للأشياء
أعطاني غياها أحد أصدقائي : "إن الله لا يهب المؤمنين به مناعة تقيهم تقلبات الحياة الإنسانية إنما يصبغ عليهم نعمة لكي يدركوا معنى الإتكال على الله و يجتازوا في بوتقة المحن إلى أن يبلغوا ميناء الأمان برعاية الله و إرشاده".

أسباب محبتك ..

طفلة جميلة تسأل جدها ، هل أنا جميلة يا جدي ؟ .. فيرد الأخير بدون تفكير : يا عزيزتي أنت الأجمل ... طفلة ليست جميلة تسأل جدها ، هل أنا جميلة يا جدي ؟ .. فيرد ذاك بدون تفكير : يا عزيزتي أنت الأجمل ..
نحن نحب .. نشعر بهذا الشعور في داخلنا تجاه انسان ما ، ربما لأنه صديق ، ظريف ، لطيف ، متشابه معنا في الطباع و الأراء ، قوي ، جميل الشكل أو نحب الآخر لأنه يحبنا ، و الحب هنا يكون رد فعل لشيء معين ، فكر أو شكل أو مضمون أو أيا كان ، هو رد فعل .. و كما نعلم جميعا أن رد الفعل لا يكون ثابت أبدا فرد الفعل يعتمد كليا على الفعل ...
فلو أحببت فتاة لأنها جميلو أو رقيقة أو ... أو ... ، طالما هناك لأن فربما يحدث شيء يعكس رد فعلك هذا لشيء أخر .
و هناك محبة من نوع آخر ، هي الغير معتمدة على رد فعل ، فهي محبة غير مسببة و لذا فهي لا تنتهي بزوال السبب .. فالأب يحب ابنه لا لسبب ما ، يريد له الخير و يعطيه كل شيء بدون أي رد فعل و مهما حدث لا يتغير هذا الحب تجاه الابن .
بل هذه هي محبة الله لنا ، فبينما نحن نحب الله العطاء ، الطيب ، الحنون ... يحبنا الله حتى و نحن في أسوأ حالاتنا ، يحبنا محبة غير مسببة لا تؤثر فيها الأفعال و ردود الأفعال ...
ليتنا نحب الله محبة غير مسببة واثقين أن كل ما نمر به ، هو في النهاية لنفعنا .. فالله لا يصنع ما يضرنا أبداً .. فلنشكرك دوما يا صانع الخيرات

هذه الساعة

في كل صباح و في كل وقت نتعلم أن نشكر الله .. فالشكر هو أساس كل ما نحن فيه من نعم ، و الحقيقة أن الله لا يحتاج منا أي شكر أو تسبيح و لا من أي أحد فهو لا يحتاج شيئا في الأساس ، و لكن شكرنا لله هو شيء من التواصل ، فالله الذي تغلبه محبته لنا يفرح جدا عندما نتحدث إليه و نشكره و نشكي له ، و لكن صلاة الشكر تعتبر من أهم الصلوات لأنها رد فعل طبيعي لله الذي الذي يعطي الخير فقط و يستمر بالعطاء ...
و يشكر الناس الله على أنه سترهم ، ستر عيوبهم و نقائصهم كما أنه ستر عليهم بستر العناية و منع الضرر و الألم و كل ما لا ترغبه النفس البشرية .
كما يشكر الناس الله لأنه أعانهم ، و هنا يعترف الناس بصراحة و تأكيد أن كل ما يصنعونه هو بمعونة إلهية صافية ، أعمالهم و إنجازاتهم و كل ما لهم هو معونة إلهية بدونها يصبحون لا شيء مما يعني بداية لإتضاع حقيقي يجر خلفه الكثير من الفضائل ...
و حفظنا ... إن الحفظ في مفهومنا البشري يعني إلتصاق الشيء في عقولنا و عدم نسيانه ، أو حفظ الشيء لقيمته لئلا يفسد أو يتغير أو يصبح عديم القيمة ، فالله يتذكر الجميع و لا ينسى أحد البتة ، كما يقول لي صديقي عن تأمل سمعه ، أنك لو اتيحت لك الفرصة لتشاهد ثلاجة الله ... ستجده قد وضع صورتك عليها ..!!
ربما يكون من السهل أن تغفر لأحد أخطأ إليك ، و لكنك تظل متحفظا قليلا من جهة من أخطأ إليك ربما خوفا من أن يخطيء إليك ثانية و ربما أنك غفرت له غفرانا ناقصا فقط ليستريح ضميرك من ناحيته ، و لكن مرحلة ما بعد الغفران هي مرحلة القبول ، فتقبل من أخطأ إليك كلية و كأنه لم يخطيء إليك من الأساس ، تنزع من قلبك تماما تلك النقطة السوداء التي خلفها هذا الموقف .. و هذا ما نشكر الله عليه دوما لأنه يصنعه معنا ... يقبلنا إليه بكل خطايانا .
لا يمكنك أن ترى شخص متماسك و قوي الشكيمة ، و تشفق عليه ، فالشفقة شعور يتولد بداخلنا نحو من هو ضعيف و فاقد القدرة ربما تماما ، و يأتي هنا اشفاق الله لنا في مكانه تماما و بدقة ، فالذي يقف أمام الله ليخبره أنه ضعيف ولا يفعل أي شيء و كل الفضل لله في أنه مازال هناك ، يشفق عليه الله و يحتضنه بقوة ، يظلل عليه بجناحيه ، إن من يطلب اشفاق الله .. لا بد أن يكون حقا ضعيفا و بالتالي يحتاج التعضيد و المعونة .
و لست أدري لماذا لا تحظى هذه العبارة بالاهتمام الكافي ... ربما لأنها نهاية سلسلة من الأفعال و الانتقال لشيء أخر أو ربما لأننا لا نقدر قيمة معناها ...و أتيت بنا إلى هذه الساعة ... ربما هو شكر ضمني على سماح الله بالوقوف أمامه و أنه حرك فينا الإرادة لنصلي ، و لكن المعنى الحقيقي الواضح هو شكر الله على وجودنا حتى الآن ، إنه يمد عمرنا و يهبنا الوقت .. شكرا لإلهنا على الحياة ، و العجيب في هذا الموضوع أن هذه العبارة لو استبدلت بـ "و أحييتنا" مثلا لن تفرق الكثير فالمشكلة ليست في عدم وضوحها و لكن المشكلة أننا كثيرا ما لا تعجبنا حياتنا لأنها ربما مملؤة بالألم أو الصعوبات .. أو تشكر على شيء تراه مؤلم ؟! ...
إن العديد من المفاهيم البشرية غير واضح و يتم تفسيره اجتهاديا حسب فهم بشري محدود ينتج عنه مفهوم خاطئ تماما و ربما معاكس لما يبدو عليه و لكن عندما نترك عقولنا لله ليضع فيها المفاهيم الصحيحة نصل إلى مفهوم إلهي حقيقي واعٍ لا يشوبه أي خطأ و هذا ما اعتمد عليه الآباء .
يرى هذا الأب ببساطة عجيبة تحمل معنى معقد جدا ، أن أهداف الحياة تتمثل في عبور بعض الاختبارات بالنسبة لبعض الاأشخاص يسمح الله بوجودها في حياتهم ليجتازوها بنجاح ، و هل هناك معنى لكلمة النجاح بدون اختبارات ؟
و عندما يرى الله أن ذلك الانسان قد اجتاز الاختبارات بنجاح أيا كان سنه أو مركزه يأخذه إليه فقد حقق الهدف المرجو ، إذن حياتنا هي اختبارات نمر بها و يمدنا الله بكل الأدوات اللازمة لكي ننجح بتفوق و لكن لا بد أن يكون النجاح هو هدفنا .. لا أحد يحب الاختبارات و لكن لذة النجاح تلاشي ألم الاختبار ، إن حياتنا هي هدية من الله ، قد لا نكون سعداء من وجهة نظرنا ، قد نريد انهاء حياتنا ، أو نكره العيش تحت ضغط و لكن النظر للهدف و الإتكال على معونة الله هي كلمة السر للحصول على الدرجات النهائية .
لنشكر الله على حياتنا و نخبره أننا حتى لو تعبنا في الاختبارات فنحن نعلم أنه هناك يشجعنا و يقوينا و يده تحفظنا .نشكرك يارب لأنك أعطيت لنا الحياة ، لأنك أتيت بنا إلى هذه الساعة .

عيد الميلاد العجيب

سألتني قائلة : "غريب .. ألم يكتب بندق شيء بمناسبة عيد الميلاد؟" و هنا تذكرت مرة أخرى أن اليوم عيد الميلاد العجيب .. لم أخطيء الكلمة بل قصدتها .. عيد الميلاد العجيب .. !
انتهى يوم العمل كأي يوم آخر و لأني لا استمتع بطعم و سعر أكل الفنادق فقد قررت أن أحصل على غذائي قبل أن أتوجه للفندق ، في الطريق لاحظت أن الجو هنا مختلف فهو بارد قليلا .. كم أحب ذلك الشعور عندما يداعب الهواء البارد أنفك و أطراف يديك فيسبب لك الانتعاش ... حصلت على وجبة غذاء مناسبة للعيد هي سندوتش برجر وبطاطس و مياة غازية بيضاء اللون .. توجهت للفندق و جلست أقرأ قليلا أو أحاول أن انتقي ما اشاهده في التليفزيون فقد بت غير معتادا عليه .. لا أعرف أحداً في هذه البلدة و الجو غير مشجع على النزول ، تساءلت مرة أخرى .. أليس اليوم هو العيد ؟ لا بد أنهم يبثون القداس على قناة من قنوات مصر فقد كان هذا ما يحدث إن لم أكن مخطئا فلم اتابع منذ عدة سنوات .
وجدت القناة الفضائية المصرية و لكنها كانت تعرض فيلم غير مشهور و ربما لم يلاقي نجاح مبهر هو فيلم "فيلم هندي" ، ببساطة هو بطولة مشتركة بين سيد الحلاق و عاطف الموظف ، كلاهما لديه خطيبة و كلاهما يبحث عن شقة ، الصدفة تجمع كلاهما على نفس الشقة و تبدأ عقدة القصة .. من يتنازل للآخر ، سيد لا يريد فقدان صديقه و عاطف حزين لأن خطيبته لا تكف عن الزّن ... يتنازل سيد ، تغضب خطيبته و تتزوج من آخر ، عاطف يرى أن بالرغم من كل ما فعله سيد فهي لا زالت تهدد و تتشبث برأيها فتركها ... و عاد الاثنان عزاب اصدقاء . الفيلم يود أن يقول من الأفضل .. المضحي أم الذي يحصل على حقه ؟ ينتهي الفيلم بعاطف يسأل سيد : "بقى في حد يضحي بشقة و عروسة و ما يكسبش حاجة ؟" فيرد عليه سيد : "أنا كسبت صاحبي .. كسبتك أنت .. أنت صاحبي من 30 سنة و مش هعرف ألاقي زيك" .. لقد ضحى سيد من أجل محبته لعاطف .. ليربحه .
و هنا فقط أحسست بأن اليوم هو عيد الميلاد العجيب ، عجيب أن الله يضحي بكل مجده و بهائه و عظمته ، و يترك كل هذا من أجل محبته لنا .. ليربحنا .. قد يصعب علينا فهم ما فعله الله و كثيرا ما نعترض ، كيف يكون الله بشرا ، كيف يرتدي جسد الذل و الخطية .. إنها محبته لنا .. كيف يرضى أن يترك مجده .. محبته لنا ... لماذا؟ .. من أجلي و من
أجلك .. أشكرك يا رب على رعايتك و محبتك و تضحيتك الغير متناهية .. من أجلي .. في عيد الميلاد العجيب
بندق

للعلماء فقط .. آلة الزمن

كانت أنوار الشقة مضاءة فلم تتعد الساعة العاشرة مساءا بعد ، قمت لأدخل حجرتي و جلست على سريري ، أفكر لست أذكر حتى فيما كنت أفكر
بعد لحظات قمت من السرير و تحركت نحو الباب لأخرج ، و إذا بكل الأنوار مطفأة و الظلام الدامس هو سيد الموقف ، كل أبواب الحجرات مغلقة ؟؟
ماذا حدث !!
هل أوقظ أحدا و أسأله ؟
لماذا نامو جميعا فجأة ..
ذهبت لأنظر في ساعتي لأجدها الثالثة صباحا .. ياللهول .. أين ذهبت خمس ساعات كاملة من حياتي إنه حقي و أريده .. بعد قليل من التحليل العلمي الرزين العاقل رفعت سبابتي للأعلى و صرخت : وجدتها .. لا بد أن سريري هو آلة زمن و عندما جلست تم ضبطها دون أن أدري ..
آلة زمن ؟
يا حلوللي اللوللي كمنوللي
هل سأتحرك بين الأزمان ؟
هل سأشاهد الناس و هي تكبر و تنمو ..
هل سأعلم ماذا سوف يحدث غدا ؟
هل سأكون قادرا على تصحيح أخطائي الكثيرة
و عدم تضييع الفرص الكثيرة التي فوتها ؟ ..
هل سأستطيع أن أحذر آدم ألا يأكل من الثمرة
و حواء ألا تسمع للحية ؟
ويعيش العالم كله في الجنة
بلا شر أو كراهية ولا خطية ؟
الكل في محبة و سلام و وئام و تفاهم ..
الكل لا يرى عيوب الأخرين ؟
يا حلوللي اللوللي كمنوللي
أشكرك يا رب على هذا السرير المعجزة الذي فيه أستطيع أن انتقل بين الأزمان كيفما أريد ..
أصلح و أحسن ..
أشكرك يارب أنك لم تعطيه إياي وحدي بل لكل البشر و أرجو أن يستخدموه ..
هنا و انتهت الرحلة فقد دق منبه السابعة و النصف معلنا موعد الذهاب للعمل .
بندق

ذكريات البغل المتين

خدني ميشو عشان نتغدى في راحة الغدا ،أصل مكان شغله مش بعيد عن مكان شغلي ، و في النص بينهم تقريبا في مطعم لبناني اسمه "الروشة" بفتح الراء و سكون الواو و فتح الشين ، و قبل ما حد يسألني معرفش يعني ايه بس أهو بيبيع سندوتشات صيامي ، بأخد أنا بطاطس معظم الوقت و فلافل لما يكون في – أصلها عملة نادرة هنا أوي – أما ميشو فبيحب القرنبيط المحمر أوي ، تدخل للراجل بكل ثقة تقوله عاوز سندوتش زهرة ، يمكن عشان القرنبيط شبه الزهرة ؟ يمكن!


مش عارف ليه النهاردة افتكرت محل في بلدي اسمه البغل و يمكن اسمه مضحك أو غريب ، بس كان بيعمل فول و طعمية و قريب من البيت و الكنيسة ، فكنا دايما نعدي عليه و احنا مروحين .. جه في بالي النهاردة ذكريات كتيرة أوي متعلقة بحيوان واحد .. أقصد حاجة واحدة .. "البغل" إليكم بعضها :

لما أكون راجع البيت و يكلموني يقولولي أجيب سندوتشات للغدا أو العشا في البيت مكنتش بتتكرر كتير يمكن في أواخر الصيامات مثلا و ماما تقولنا انا و بابا و اختي بالذمة مش اللي أنا بعملهم أحسن ؟ و طبعا كنا لازم نوافق و بصراحة كان بيبقى عندها حق

لما أكون مروح مع المهندس بطرس و ماجد و حد يقترح الفكرة أننا نعدي فنقوم قاعدين كلنا في الجنينة اللي في نص الشارع و ناكل و نتكلم و اقعد أكل و أنا مستمتع بالسندوتشات و الحديث بتاعهم و خبراتهم الشيقة الكتيرة أوي

لما كان يعدي عليا بولا هاني و أنا مكتئب و مربي دقني و يقوللي انزل يلا أقوله لأ و بعدين في الأخر انزل و رجلينا تاخدنا لهناك و اقعد اتخانق معاه مين اللي يدفع و كان دايما يطلب فول بس عشان مبيحبش الطعمية

لما كنا نخرج كلنا يوم الجمعة بعد ما نروح العيال الصغيرين و نتقابل عشان نتغدى هناك بيتر و روبرت و جورج وهيب و جورج فهيم و مينا ماهر و مارك و بيترسامي و جوزيف و أندرو و ميشو بهيج و مينا نشأت و ناس تانية كمان ، و كنا بنفرح لما بييجي رمضان عشان البغل بيقفل طول الشهر فكنا بنكمل العادة في بيت أي واحد من الشلة نتغدى عنده كلنا و احنا ميتين على نفسنا من الكسوف و الضحك ، و انضم لينا ماجد الحبّوب

لما كنا نخرج بالليل كلنا نقف عند الباشا (بقالة جنب البغل) و نبعت واحد ضحية يجيب السندوتشات المخصوص و نقعد نتكلم و نضحك و نروح البيت الساعة 2 باليل ولا حاجة كلنا مبسوطين أوي و كان يكون معانا ماركو و مايكلو ميشو عماد و فرهدة و مينا بشرى و نادر محفوظ و بيتر ممدوح و ساعات جون فؤاد و ناس كتيرة أوي كلهم بحبهم أوي و واحشيني أوي

لما كنت أروح مع المهندس بطرس و يكون معانا دكتور باسم صلاح أو دكتور باسم بشرى أو مهندس أكمل و كنت بستمتع بوجودي معاهم أوي و هما كلهم كبار و أنا لسه حتت عيل

لما كنت أروح مع جون و فادي حليم و ماجد و بعدها ناكل ايس كريم من الفيومي و يقعدوا يتكلمو عن الافكار الجديدة اللي ممكن تتنفذ و تتعمل عشان الولاد الصغيرة تفرح أكتر

لما كنا دايما في الطريق للبغل نتكلم على السندوتشات بتاعته و اد ايه هي مش نضيفة و ازاي بيعملها و ازاي بتجيب أمراض و فاكرين فلان لما أكل و جاله مش عارف ايه و لما كنا نحاول نقنع بيتر سامي انه الفلوس الزيادة الي بنديها للراجل عشان يتوصي دي مش رشوة و في الأخر نكمل كلامنا و كل واحد ف ايده سندوتش من البغل

**********وحشتوني جداً ********

بندق

عام جديد

أعزائي ،
عام مضى .. و آخر جديد قارب على المجئ في ساعات قليلة ، و كأن الأعوام تجار يتبدلون ، كل واحد فيهم يعرض ما لديه .. أحيانا قد تكون لك الفرصة لتختار من بضاعته ( أحداثه ) و أحيانا تكون هدايا لا ترد لأنك لا يمكنك رفضها أو استبدالها .
هل كان العام الذي مضى سعيدا كما تمنيناه لبعضنا منذ 365 يوم ؟ أم لم تتحقق أمانينا ، أم تحققت أماني البعض و الآخر مازال يتمنى راجيا أن تتحقق أماله يوما ما ...
على كل حال قد مضى و ما بقي لنا إلا أن نحاول أن نحسن من عامنا القادم – إن كان بيدنا – فما مضى لا يعود ، نأمل سويا أن يمضي بأحزانه و تستمر أفراحه .. الأفراح الحقيقية و ليست التي نتوهم أنها كذلك ..
أرجو أن يكون عاما الجميع فيه لله أقرب .. و المحبة بين الناس أكثر انتشاراً .. و السلام فيه هو سيد كل موقف .. و العلم أكثر قدرة على هزيمة الأمراض المستعصية .. و الأطفال أكثر بهجة و براءة .. و الشباب فيه أكثر إيمانا .. و الشيوخ أكثر كرامة ...
أحلم بعام جديد مملؤ بالمحبة و الفرح و السلام و طول الأناة و اللطف و الصلاح و الإيمان و الوداعة و التعفف .. كلهم يملأون الحياة حتى أخرها فلا يتبقى أي مكان لشئ شرير أو حزين أو مؤلم ...
أرجو لنا جميعا عاماً جديداً نحبه .
فادي