انتهى يوم العمل كأي يوم آخر و لأني لا استمتع بطعم و سعر أكل الفنادق فقد قررت أن أحصل على غذائي قبل أن أتوجه للفندق ، في الطريق لاحظت أن الجو هنا مختلف فهو بارد قليلا .. كم أحب ذلك الشعور عندما يداعب الهواء البارد أنفك و أطراف يديك فيسبب لك الانتعاش ... حصلت على وجبة غذاء مناسبة للعيد هي سندوتش برجر وبطاطس و مياة غازية بيضاء اللون .. توجهت للفندق و جلست أقرأ قليلا أو أحاول أن انتقي ما اشاهده في التليفزيون فقد بت غير معتادا عليه .. لا أعرف أحداً في هذه البلدة و الجو غير مشجع على النزول ، تساءلت مرة أخرى .. أليس اليوم هو العيد ؟ لا بد أنهم يبثون القداس على قناة من قنوات مصر فقد كان هذا ما يحدث إن لم أكن مخطئا فلم اتابع منذ عدة سنوات .
وجدت القناة الفضائية المصرية و لكنها كانت تعرض فيلم غير مشهور و ربما لم يلاقي نجاح مبهر هو فيلم "فيلم هندي" ، ببساطة هو بطولة مشتركة بين سيد الحلاق و عاطف الموظف ، كلاهما لديه خطيبة و كلاهما يبحث عن شقة ، الصدفة تجمع كلاهما على نفس الشقة و تبدأ عقدة القصة .. من يتنازل للآخر ، سيد لا يريد فقدان صديقه و عاطف حزين لأن خطيبته لا تكف عن الزّن ... يتنازل سيد ، تغضب خطيبته و تتزوج من آخر ، عاطف يرى أن بالرغم من كل ما فعله سيد فهي لا زالت تهدد و تتشبث برأيها فتركها ... و عاد الاثنان عزاب اصدقاء . الفيلم يود أن يقول من الأفضل .. المضحي أم الذي يحصل على حقه ؟ ينتهي الفيلم بعاطف يسأل سيد : "بقى في حد يضحي بشقة و عروسة و ما يكسبش حاجة ؟" فيرد عليه سيد : "أنا كسبت صاحبي .. كسبتك أنت .. أنت صاحبي من 30 سنة و مش هعرف ألاقي زيك" .. لقد ضحى سيد من أجل محبته لعاطف .. ليربحه .
و هنا فقط أحسست بأن اليوم هو عيد الميلاد العجيب ، عجيب أن الله يضحي بكل مجده و بهائه و عظمته ، و يترك كل هذا من أجل محبته لنا .. ليربحنا .. قد يصعب علينا فهم ما فعله الله و كثيرا ما نعترض ، كيف يكون الله بشرا ، كيف يرتدي جسد الذل و الخطية .. إنها محبته لنا .. كيف يرضى أن يترك مجده .. محبته لنا ... لماذا؟ .. من أجلي و من أجلك .. أشكرك يا رب على رعايتك و محبتك و تضحيتك الغير متناهية .. من أجلي .. في عيد الميلاد العجيب