عيد الميلاد العجيب

سألتني قائلة : "غريب .. ألم يكتب بندق شيء بمناسبة عيد الميلاد؟" و هنا تذكرت مرة أخرى أن اليوم عيد الميلاد العجيب .. لم أخطيء الكلمة بل قصدتها .. عيد الميلاد العجيب .. !
انتهى يوم العمل كأي يوم آخر و لأني لا استمتع بطعم و سعر أكل الفنادق فقد قررت أن أحصل على غذائي قبل أن أتوجه للفندق ، في الطريق لاحظت أن الجو هنا مختلف فهو بارد قليلا .. كم أحب ذلك الشعور عندما يداعب الهواء البارد أنفك و أطراف يديك فيسبب لك الانتعاش ... حصلت على وجبة غذاء مناسبة للعيد هي سندوتش برجر وبطاطس و مياة غازية بيضاء اللون .. توجهت للفندق و جلست أقرأ قليلا أو أحاول أن انتقي ما اشاهده في التليفزيون فقد بت غير معتادا عليه .. لا أعرف أحداً في هذه البلدة و الجو غير مشجع على النزول ، تساءلت مرة أخرى .. أليس اليوم هو العيد ؟ لا بد أنهم يبثون القداس على قناة من قنوات مصر فقد كان هذا ما يحدث إن لم أكن مخطئا فلم اتابع منذ عدة سنوات .
وجدت القناة الفضائية المصرية و لكنها كانت تعرض فيلم غير مشهور و ربما لم يلاقي نجاح مبهر هو فيلم "فيلم هندي" ، ببساطة هو بطولة مشتركة بين سيد الحلاق و عاطف الموظف ، كلاهما لديه خطيبة و كلاهما يبحث عن شقة ، الصدفة تجمع كلاهما على نفس الشقة و تبدأ عقدة القصة .. من يتنازل للآخر ، سيد لا يريد فقدان صديقه و عاطف حزين لأن خطيبته لا تكف عن الزّن ... يتنازل سيد ، تغضب خطيبته و تتزوج من آخر ، عاطف يرى أن بالرغم من كل ما فعله سيد فهي لا زالت تهدد و تتشبث برأيها فتركها ... و عاد الاثنان عزاب اصدقاء . الفيلم يود أن يقول من الأفضل .. المضحي أم الذي يحصل على حقه ؟ ينتهي الفيلم بعاطف يسأل سيد : "بقى في حد يضحي بشقة و عروسة و ما يكسبش حاجة ؟" فيرد عليه سيد : "أنا كسبت صاحبي .. كسبتك أنت .. أنت صاحبي من 30 سنة و مش هعرف ألاقي زيك" .. لقد ضحى سيد من أجل محبته لعاطف .. ليربحه .
و هنا فقط أحسست بأن اليوم هو عيد الميلاد العجيب ، عجيب أن الله يضحي بكل مجده و بهائه و عظمته ، و يترك كل هذا من أجل محبته لنا .. ليربحنا .. قد يصعب علينا فهم ما فعله الله و كثيرا ما نعترض ، كيف يكون الله بشرا ، كيف يرتدي جسد الذل و الخطية .. إنها محبته لنا .. كيف يرضى أن يترك مجده .. محبته لنا ... لماذا؟ .. من أجلي و من
أجلك .. أشكرك يا رب على رعايتك و محبتك و تضحيتك الغير متناهية .. من أجلي .. في عيد الميلاد العجيب
بندق

للعلماء فقط .. آلة الزمن

كانت أنوار الشقة مضاءة فلم تتعد الساعة العاشرة مساءا بعد ، قمت لأدخل حجرتي و جلست على سريري ، أفكر لست أذكر حتى فيما كنت أفكر
بعد لحظات قمت من السرير و تحركت نحو الباب لأخرج ، و إذا بكل الأنوار مطفأة و الظلام الدامس هو سيد الموقف ، كل أبواب الحجرات مغلقة ؟؟
ماذا حدث !!
هل أوقظ أحدا و أسأله ؟
لماذا نامو جميعا فجأة ..
ذهبت لأنظر في ساعتي لأجدها الثالثة صباحا .. ياللهول .. أين ذهبت خمس ساعات كاملة من حياتي إنه حقي و أريده .. بعد قليل من التحليل العلمي الرزين العاقل رفعت سبابتي للأعلى و صرخت : وجدتها .. لا بد أن سريري هو آلة زمن و عندما جلست تم ضبطها دون أن أدري ..
آلة زمن ؟
يا حلوللي اللوللي كمنوللي
هل سأتحرك بين الأزمان ؟
هل سأشاهد الناس و هي تكبر و تنمو ..
هل سأعلم ماذا سوف يحدث غدا ؟
هل سأكون قادرا على تصحيح أخطائي الكثيرة
و عدم تضييع الفرص الكثيرة التي فوتها ؟ ..
هل سأستطيع أن أحذر آدم ألا يأكل من الثمرة
و حواء ألا تسمع للحية ؟
ويعيش العالم كله في الجنة
بلا شر أو كراهية ولا خطية ؟
الكل في محبة و سلام و وئام و تفاهم ..
الكل لا يرى عيوب الأخرين ؟
يا حلوللي اللوللي كمنوللي
أشكرك يا رب على هذا السرير المعجزة الذي فيه أستطيع أن انتقل بين الأزمان كيفما أريد ..
أصلح و أحسن ..
أشكرك يارب أنك لم تعطيه إياي وحدي بل لكل البشر و أرجو أن يستخدموه ..
هنا و انتهت الرحلة فقد دق منبه السابعة و النصف معلنا موعد الذهاب للعمل .
بندق

ذكريات البغل المتين

خدني ميشو عشان نتغدى في راحة الغدا ،أصل مكان شغله مش بعيد عن مكان شغلي ، و في النص بينهم تقريبا في مطعم لبناني اسمه "الروشة" بفتح الراء و سكون الواو و فتح الشين ، و قبل ما حد يسألني معرفش يعني ايه بس أهو بيبيع سندوتشات صيامي ، بأخد أنا بطاطس معظم الوقت و فلافل لما يكون في – أصلها عملة نادرة هنا أوي – أما ميشو فبيحب القرنبيط المحمر أوي ، تدخل للراجل بكل ثقة تقوله عاوز سندوتش زهرة ، يمكن عشان القرنبيط شبه الزهرة ؟ يمكن!


مش عارف ليه النهاردة افتكرت محل في بلدي اسمه البغل و يمكن اسمه مضحك أو غريب ، بس كان بيعمل فول و طعمية و قريب من البيت و الكنيسة ، فكنا دايما نعدي عليه و احنا مروحين .. جه في بالي النهاردة ذكريات كتيرة أوي متعلقة بحيوان واحد .. أقصد حاجة واحدة .. "البغل" إليكم بعضها :

لما أكون راجع البيت و يكلموني يقولولي أجيب سندوتشات للغدا أو العشا في البيت مكنتش بتتكرر كتير يمكن في أواخر الصيامات مثلا و ماما تقولنا انا و بابا و اختي بالذمة مش اللي أنا بعملهم أحسن ؟ و طبعا كنا لازم نوافق و بصراحة كان بيبقى عندها حق

لما أكون مروح مع المهندس بطرس و ماجد و حد يقترح الفكرة أننا نعدي فنقوم قاعدين كلنا في الجنينة اللي في نص الشارع و ناكل و نتكلم و اقعد أكل و أنا مستمتع بالسندوتشات و الحديث بتاعهم و خبراتهم الشيقة الكتيرة أوي

لما كان يعدي عليا بولا هاني و أنا مكتئب و مربي دقني و يقوللي انزل يلا أقوله لأ و بعدين في الأخر انزل و رجلينا تاخدنا لهناك و اقعد اتخانق معاه مين اللي يدفع و كان دايما يطلب فول بس عشان مبيحبش الطعمية

لما كنا نخرج كلنا يوم الجمعة بعد ما نروح العيال الصغيرين و نتقابل عشان نتغدى هناك بيتر و روبرت و جورج وهيب و جورج فهيم و مينا ماهر و مارك و بيترسامي و جوزيف و أندرو و ميشو بهيج و مينا نشأت و ناس تانية كمان ، و كنا بنفرح لما بييجي رمضان عشان البغل بيقفل طول الشهر فكنا بنكمل العادة في بيت أي واحد من الشلة نتغدى عنده كلنا و احنا ميتين على نفسنا من الكسوف و الضحك ، و انضم لينا ماجد الحبّوب

لما كنا نخرج بالليل كلنا نقف عند الباشا (بقالة جنب البغل) و نبعت واحد ضحية يجيب السندوتشات المخصوص و نقعد نتكلم و نضحك و نروح البيت الساعة 2 باليل ولا حاجة كلنا مبسوطين أوي و كان يكون معانا ماركو و مايكلو ميشو عماد و فرهدة و مينا بشرى و نادر محفوظ و بيتر ممدوح و ساعات جون فؤاد و ناس كتيرة أوي كلهم بحبهم أوي و واحشيني أوي

لما كنت أروح مع المهندس بطرس و يكون معانا دكتور باسم صلاح أو دكتور باسم بشرى أو مهندس أكمل و كنت بستمتع بوجودي معاهم أوي و هما كلهم كبار و أنا لسه حتت عيل

لما كنت أروح مع جون و فادي حليم و ماجد و بعدها ناكل ايس كريم من الفيومي و يقعدوا يتكلمو عن الافكار الجديدة اللي ممكن تتنفذ و تتعمل عشان الولاد الصغيرة تفرح أكتر

لما كنا دايما في الطريق للبغل نتكلم على السندوتشات بتاعته و اد ايه هي مش نضيفة و ازاي بيعملها و ازاي بتجيب أمراض و فاكرين فلان لما أكل و جاله مش عارف ايه و لما كنا نحاول نقنع بيتر سامي انه الفلوس الزيادة الي بنديها للراجل عشان يتوصي دي مش رشوة و في الأخر نكمل كلامنا و كل واحد ف ايده سندوتش من البغل

**********وحشتوني جداً ********

بندق

عام جديد

أعزائي ،
عام مضى .. و آخر جديد قارب على المجئ في ساعات قليلة ، و كأن الأعوام تجار يتبدلون ، كل واحد فيهم يعرض ما لديه .. أحيانا قد تكون لك الفرصة لتختار من بضاعته ( أحداثه ) و أحيانا تكون هدايا لا ترد لأنك لا يمكنك رفضها أو استبدالها .
هل كان العام الذي مضى سعيدا كما تمنيناه لبعضنا منذ 365 يوم ؟ أم لم تتحقق أمانينا ، أم تحققت أماني البعض و الآخر مازال يتمنى راجيا أن تتحقق أماله يوما ما ...
على كل حال قد مضى و ما بقي لنا إلا أن نحاول أن نحسن من عامنا القادم – إن كان بيدنا – فما مضى لا يعود ، نأمل سويا أن يمضي بأحزانه و تستمر أفراحه .. الأفراح الحقيقية و ليست التي نتوهم أنها كذلك ..
أرجو أن يكون عاما الجميع فيه لله أقرب .. و المحبة بين الناس أكثر انتشاراً .. و السلام فيه هو سيد كل موقف .. و العلم أكثر قدرة على هزيمة الأمراض المستعصية .. و الأطفال أكثر بهجة و براءة .. و الشباب فيه أكثر إيمانا .. و الشيوخ أكثر كرامة ...
أحلم بعام جديد مملؤ بالمحبة و الفرح و السلام و طول الأناة و اللطف و الصلاح و الإيمان و الوداعة و التعفف .. كلهم يملأون الحياة حتى أخرها فلا يتبقى أي مكان لشئ شرير أو حزين أو مؤلم ...
أرجو لنا جميعا عاماً جديداً نحبه .
فادي