فكرة

كل الفكرة أن هذه الفكرة كثيرا ما لا تتكون كفكرة في رؤوسنا ، لقد كنت أقرأ أحد الكتب الممتعة فيه يصف الكاتب بماذا كان يشعر المولود أعمى قبل أن يخلق له السيد عيناه ، بعد أن فاته الكثير من الأشياء ليراها ، و هنا جاءت على بالي هذه الفكرة ألا و هي ... هل أحاول أن أضع نفسي دائما مكان الأخرين ؟ هل عندما أحكم على فلان ، أقول ماذا لو كنت مكانه ؟ .. يقفز الأن إلى فكري قول أحد الأباء الذي قال : "لو رأيت شخصا يخطئ خطأ لم تفعله فقل لو كان هذا الشخص قد أُعطي النعمة التي أعطيت لي لصار قديساً "
و الحقيقية ، أن تضع نفسك مكان الأخرين برغم صعوبته ، فمن المفيد جدا أن تفعل ، فإن وضعت نفسك مكان من هم أقل منك ، سوف تتدفق بداخلك ينابيع الشكر ... أما لو فكرت فيما سوف تكون عليه لو أعطاك الله الكثير من الهموم ... فسوف تشعر برضا بحالتك الأن لا يضاهيه أي شعور بالرضا شعرت به من قبل
وهل فكرت فيما سوف يعود عليك لو أحسست دوما بمشاعر الأخرين ؟ إنه من الرائع أن تحتمل غضب شخص آخر لأنك شاعر بما يعانيه و غفرانك لمن يخطئ إليك و هذه الحياة المملؤة بالسلام لأنها لا يعكر صفوها حقد أو مشاعر حزن من الأخرين أو إدانة حتى لأنك لأنك سوف تشفق على المخطئ ، إن من يضع في فكره أنه قد يكون مكان أي شخص ممن حوله تمتلئ حياته بالمحبة و الإشفاق و الحنان و المغفرة و السلام و ... إلخ أولا نقدر أن نقول أن السيد المسيح له المجد قد علمنا ذلك ... حاشا أن يفكر المسيح له المجد في أن يضع نفسه مكاننا حينما نخطئ بل قد تعدى هذه المرحلة و فاضت محبته لكي لا يفكر في لماذا أخطأنا بل أنه فكر في كيف يخلصنا من أخطائنا ، و هذه هي أعظم درجة أن تنفذ الفكرة و ليس فقط تفكر فيها
بندق

السعادة الحقيقية

ربما هو موضوع نسبي كما يقول البعض عن الكثير من الأشياء و المواضيع ، و ربما هو موضوع لا يفكر فيه الكثيرين بعمق أو لا يفكرون فيه من الأساس ، و لكنني وجدنه ملتصقا بفكري مثلما تتشبث الطيور بأغصان الأشجار ليلا .. في البداية شعرت بالهم ووجدت بداخلي شيء ما يدفعني للضيق لست أدري ما هو و لا كيف أوقفه قبل أن يدمرني ، و لكنني تذكرت أنني قد نسيت طعم السعادة منذ فترة .. و هنا بدأت التساؤلات تدور في رأسي كعقرب الثواني لا تهدأ ولا تكل ما هي السعادة ؟ و أين نجدها ؟ و هل هي دائمة ؟ و هل نستطيع أن نجددها ؟ و كيف نشعر بها ؟ و هل هي شعور داخلي أم ناتج عن رد فعل لحدث خارجي ... فكرت طويلا فيما سوف يزيل همي و يرجع السعادة إلى قلبي .. هل هو المال الذي يأتي فجأة و قد يذهب فجأة ، و حتى لو لم يأتي فجأة فهو غدار قد يذهب فجأة ... إذن هو العمل ؟ لقد كنت أظن قبل عملي الحالي أنني إن التحقت به سوف أصل لمنتهى السعادة .. و لكن للأسف ، لا.. لم يحدث .. إذن ماذا .. هل الأصدقاء ؟و لكنهم عندما فارقوني لأسباب خارجة عن إرادتهم تسببوا في زوال السعادة و شعور قاس بالوحدة لا يحتمل .. بداخلي صوت عالٍ لا أقدر أن أجعله ينتظر و لو قليلا، يقول لي .. هل تفكر في الله ؟ ماذا لو أعطاك الله سلام القلب ، و راحة البال ، و الطمأنينة و الشعور بعدم الحاجة إلا إليه .. يااااااااااه يا رب ، كم أنا محتاج إلى ذلك جدا .. كم أنا محتاج لصدرك كي ألقي عليه رأسي و أشعر بالإطمئنان .. كم أنا محتاج إليك يا رب .. متى تأتيني .. متى تستجيب لي يا رب .. متى تستجيب لي ؟ متى
بندق

في عصر التكنولوجيا

عندما جال بفكري موضوع وسائل الاتصال ، لم أكن أفكر في الموضوع الذي يسيطر على فكر الجميع من محاولة التوصل إلى اضرار المحمول و مزايا الأقمار الصناعية و بداية ظهور الجيل الثالث من شبكات الاتصال و كل هذه الامور التي يعد الدخول فيها لغير متخصص مثلي ضرب من الجنون و اضاعة الوقت
و لكنني لم أستطع أن أوقف رأسي عن التفكير في وسائل إتصال من نوع آخر و بالرغم من ازدياد أسعار الوسائل الحديثة إلا أن ما اتحدث عنها لا زالت مجانية تماما و لست أدري لماذا اشعر في الكثير من الأحيان أنها على قدر من التعقيد لدرجة أننا قد نجدنا نستخدمها دون طلب فهي تعرف متى نحتاجها فتظهر فجأة عارضة خدماتها لنا ... مجانا
ألا يقع الطفل بينما يلعب فيشعر بالأسى و قد تتبدل ابتسامته و تسمع الأم و تهرول إليه و عندما تراه و يراها تنبعث نظرة منها تصرخ لا تقلق فيرد الطفل بنظرة قائلا حسنا فقد اطمئن قلبي لرؤيتك ... كل هذه الأحاسيس التي تنتقل عبر وسائل اتصال كثيرة كالنظرة و اللمسة و مجرد الاحساس عندما ينتقل من قلب صديق لصديقه فيكتشف أنه حزين فيسأله عما به ... من أين عرف ، و من أخبره ... وسيلة اتصال غير مرئية و لكن تأثيرها بالتأكيد محسوس
مما لا شك فيه أنه من أفضل النعم التي أعطاها لنا الله هي الاحساس ... فالذي ينعم الله عليه بالاحساس أول ما يحس يحس بالله ذاته و من يشعر بالله يشعر بكل شيء جميل آخر و تتحول أحاسيسه إلى أحاسيس عالية المستوى و مرتفعة ... تشعر بالضعيف و تساعد الغير قادر شاعرة بالمسيح ذاته بداخل هؤلاء
بندق