اخبار من نوعية اضحك كركر

أنا ماليش أوي في السياسة بصراحة .. ولا صراع الحكومات والأفراد المنشود لأني في معظم الأوقات بقول البلد هي المجتمع و المجتمع أفراد و مافيش أي عذر لأي فرد يخليه يبقى معندوش ضمير .. الفقر مش عذر و الحكومة مش عذر و بالمناسبة .. المسئولين دول مصريين و يمكن في يوم كانو بينقضوا الحكومة برده ، الفكرة اني ساعات افتح مواقع اخبار اتفرج اشوف ايه الجديد .. يعني اهو الواحد برده مايبقاش عايش لوحده زي القلة المحطوطة على شباك المشربية مش فاهمة حاجة ، مصراوي على المصري اليوم .. لأني من أيام ما كنت ف مصر و انا بقترح عليهم يغيروا مسمي جريدة الأهرام إلى اضحك كركر لأن الأخبار اللي فيها كانت بتضحكني أوي فاكر من كام شهر كده كان مكتوب انه هيئة الاقتصاد الدولية تشيد بالاقتصاد المصري .. انا بحب مصر و طبعا اتمنى انه الخواجات يقولو كلام كويس ف حقنا بس محبش حد يحسسني اني اهبل ، يعني الواقع حلو حتى لو مؤلم النهاردة بعد ما قريت الكوارث الكتير ، لفت نظري الخبر ده :
للي ما بيحبش يوجع راسه ويقرا الخبر ، ببساطة الناس في الجيزة مقدمه شكوى جماعية عشان المحافظ قدم ميعاد الامتحانات بتاعة نصف العام للسنين اللي التعليم المصري فاكرها مالهاش لزمة زي اولى ابتدائي و اولى ثانوي و الحاجات الهايلة دي ، طبعا كرمشت وشي و عملت حواجبي سبعة مقلوبة و قلت ده تهريج .. ازاي المحافظ يغير المواعيد كده بمزاجه و بعدين فتحت اقرا الخبر بقه ماهو ده كان العنوان ، عارفين الناس معترضة على الموضوع ده بحجة انهم مش هايلحقوا يخلصوا المناهج عشان كام يوم ؟
اتنين
بالظبط يومين ، الامتحان كان 1/1 المحافظ خلاه 30/12 و الناس مضايقة و المدرسين بيقولو احنا كده اتزنقنا و العيال هتسقط و الرجالة تجري و الستات تصووووووت ... هو أنا فاهم صح ؟ ولا الجورنال حب يكتب خبر فكاهي ؟ ولا ايه بالظبط .. حد يفهمني يا جدعان .. الحكومة وحشة قلنا ماشي ، بس الناس جرالها ايه ؟

Happy New Year & Merry Christmas




أمِنَ أماناً فهو آمِن

هو سؤال يدور في رأسي محاولا إيجاد إجابة له .. و في نفس الوقت أشعر أن إجابة السؤال هي سؤال آخر ، بل متاهة قد لا تخرج منها إذا دخلتها ... السؤال : هل تشعر بالأمان ؟ .. و المشكلة أن البعض قد يجيب بسؤال عن ما هو الشعور؟ و الآخر قد يجيبك بسؤال عن ماهو الآمان ؟ .. و قد ترى علامات استفهام قد نشبت فوق رأسه مذهولا و كأنهك سألته عن نظرية النسبية و معادلات داروين .. بالرغم من أنه سؤال قد يراه الآخرين سهلا .. لدرجة أنهم لم يفكروا فيه من قبل
الشعور .. هو شيء جميل أحيانا و لطيف أحيانا .. حنون تارة و أخرى قاسٍ .. فرحان او حزين .. فكرت في الشعور و أنواعه .. و كيف أنه لا يميز الانسان فقط بل الحيوانات تشعر و تبكي و النباتات تتألم أوراقها عندما نلعب لعبة بحبها .. لا أحبها .. أما الوحيد الذي لا يشعر هو الجماد .. فهذا الكوب لا يشعر بشيء إذا كسرته أو أعدت تصنيعه .. إذن فالشعور يميز كل ما يحيا و يموت ، أنت تشعر .. إذن أنت حي .. أنت لا تشعر ، اعذرني ، إذن أنت جماد !!
الأمان ؟ .. هي امرأة ، بالرغم من سنوات عمرها الخمسة و العشرون ، تسكن في إحدى مناطق بغداد .. أو بالحري التي كانت تسمى بغداد .. جالسة تحاول أن تطعم وليدها ذو العام و نصف العام ، و فجأة تكتشف أن الهرب أصبح واجب ، فرض منزلي مثل الذي تعودناه في طفولتنا .. عدم وجوده يعني انتهاء الحياة ، ووجوده صوريا هو الباب الوحيد للنجاة من كل ما هو سيء ... عندما كبرت تصورت مدرسا يأخذ طفلا بين الحصص و يتحدث إليه برقة متسائلا ماذا كان السبب وراء إختفاء الواجب ... و لكنني اكتشفت سريعا أنني أتمتع بخيال واسع ، الأمان مرة أخرى .. الأم تحمل وليدها الممسك بلعبته الصغيرة ، قد تشعر هي بقمة الانزعاج أو التوتر أو الخوف أو ... عدم الأمان ، بينما ذلك الوليد يتفحص لعبته باهتمام و ربما لا يرى شيء آخر ، كل الظروف المحيطة لا تعنيه ، فهو بين أحضان أمه إذن هو في أمان ، بل و أين يجد مكانا آمناً أكثر من ذلك ؟
شعور .. أمان .. إذا فهو شيء للأحياء .. شيء لا يعتمد على الظروف المحيطة ... بل هو شيء ينبع من الداخل بناء على اقتناعات مثبتْة تم تجربتها و التأكد منها و أحيانا أشياء مغروسة بداخل الانسان منذ مولده ... الشعور بالأمان هو أحلى شعور في الدنيا .. يخلي الانسان سعيد و مسالم ، تفكيره نقي و حياته غير مشوشة ، لا يعتمد على المال أو المنصب أو ، أو ... بل هو قناعة داخلية كل مصدرها بوجود الخير و النقاء .. و أن النهاية في كل الأحوال سعيدة ، فالخير لا يعرف الهزيمة .. و الله يدعمه لأن الله يحب الخير
بندق

صباح الفل يا بيه،مساء النور يا باشا

معرفش ايه اللي خلاني افكر في الموضوع ده الحقيقة بس افتكرت اصلي واحد من اصحابي لما كنت ف مصر كان دايما يحسسني انه من الطبقة الارستقراطية و بالرغم ان الالقاب اتلغت من مصر من زمان الا اني و انا قاعد بتكلم معاه كنت بحس اني قاعد بتكلم مع حفيد الملك فاروق سنة خمسة و أربعين ، الحقيقة هو قلبه من جوه طيب اوي و ابن حلال مصفي زي زيت اولين زيت الستات الواعيين بس كان يكلمني عن المستويات و عن انه بيفكر يسكن في مكان راقي عشان البيئة المحيطة بأولاده ما تبقاش ناس فقرا – ياااي – و يكون ليهم اصحاب من نفس المستوى الاجتماعي الراقي اللي مالوش مثيل و انا مش بحب احرج حد الحقيقة فكنت ابتسم و اقعد اضحك او اقوله كلمتين كده احاول افهمه انه ميتعوجش عليا :) و كنت استغرب اوي من انه الواحد يفكر انه اعلى من الناس او انه لازم يكون اعلى و انه الحاجة بتستمد قيمتها من تمنها و ده عكس اللي علموهولنا في الموكوسة المدرسة و احنا صغيرين ، المهم يا مؤمن بقه امبارح كنت ف مكان كده و سعيد في قمة السعادة و قامت واحدة قالتلك كلمتين زي الجون اللي جابه الواد بتاع البرازيل في اخر ماتش كورة شفته مش فاكر من كام سنة كده ، قالتلك انه الواحد مننا دايما لما بيكون حاسس انه قليل او مرفوض او اي حاجة من دي يقوم يتمحك ف حاجة عشان يبان قدام الناس كويس .. قالت كده بالظبط يتمحك ف فلوسه او ف عيلته او ف انه لعيب كورة كويس ... و ينسى باقي البشر اللي اتولدو ف نفس عدد الشهور .. المهم دى اليوم امبارح و النهاردة الصبح قلت اخد دش و ده بقى وقت الجلال و الوحي كله في التفكير و المية السخنة نازلة فوق دماغك و انت نفسك تغمض عينك و تنام اصلا ، قلت هو احنا لو جمعنا الناس و قلنالهم احنا هنكرم فلان الزبال بإن كل واحد فينا هيسلم عليه النهاردة .. كام واحد هيعمل كده ؟ الناس هتقولك اصله بيمسك الزبالة ب ايده تقولش الزبالة دي جاية من مصنع الزبالة القومي ماهي جاية من عندي و عندك و عنده .. و بعدين ماحنا بنسلم على دكاترة القلب بعد ما بيفعصوا ف الناس من جواهم و ايدهم تتملي دم ... قصره بس حبيت اسأل نفسي سؤال .. و انتو كمان .. هو احنا بنحكم على الناس من خلال ايه ؟ شغلهم و لا فلوسهم و لا منصبهم ولا ايه بالظبط ؟ احترامنا للناس ايه منبعه ؟ وعلى رأي الشاعر نقلا عن عادل امام ، اللهم السبت و الحد و الاتنين ... و التلات و الاربع و الخميس .. و الجمعة اجازة .. و سامو عليكو
بندق

اهو كلام .. و السلام

كتبت كلمتين كنت اقصد بيهم الهوية و الحكم على الناس و ازاي بنفكر في الموضوع ده بس حسيت انه مش واضح فقلت أكلمكو عن "غلطان" .. هو واحد اعرفه كويس أوي .. ساعات أحس اني أعرفه أكتر من نفسي .. دا انا حتى ساعات احس انه هو نفسي .. في الكام مشهد اللي جايين ، أحب اعرفكو عليه
(المشهد الأول : (غلطان واقف على خشبة المسرح المظلم و متسلط عليه دايرة نور
غلطان (وهو مكسوف و متلعثم) : يا رب أنا .. أنا ... أنا غلطان .... ربنا : معلش يا غلطان المهم انك عارف انك غلطان .... غلطان : بس دانا عملت حاجات كتير .. و حاجات غلط أوي .... ربنا : معلش أنا مقدر انك يمكن كنت في الوقت ده ضعيف .... يعني يارب حضرتك مسامحني كده علطول من غير حتى متأسف كتير ؟
أه خلاص اصله انا بحبك اوي يا غلطان ، وأنت غلطان بحبك و لما بتكون مش غلطان بحبك ... متشكر أوي يارب أنا لازم اروح أقول للناس كلها أنك بتحبني .. انك سامحتني .. و يجري غلطان ناحية الكواليس .
--ستارة—
المشهد التاني : تتفتح الستارة على مكان منور واسع و فيه واقف غلطان و غلطان 2 و غلطان 3 و غلطانة
غلطان ( يجري ناحية غلطان 2 ) : يا صاحبي يا صاحبي .. انا مبسوط أوي ....
غلطان2 (وهو مستغرب أو الاحسن مستنكر) : مبسوط ؟ ...
أه مبسوط جدا ( ويقرب منه خطوة ...) يرد 2 و هو بيبعد خطوتين : و كمان جدا ؟؟ انت ناسي انت عملت ايه و لا ايه ؟ انت ناسي انك .. انك غلطان ولا ايه ؟ ..
(يرد و الابتسامة تخف شوية من على وشه : اه فاكر .. ( و تنور لمبة فوق دماغة و يضحك تاني و يجري ناحية غلطان 3 و يقوله : بس انا مبسوط لأن خلاص ربنا سامحني ....
يبص له باستغراب غلطان 3 : تاني بتقول انك مبسوط ؟ ... يجري غلطان على غلطانة و هو مش عارف يضحك و لا يكشر : اه مبسوط ما هو سامحني .. خلاص هو قالي انه سامحني و بيحبني و قابلني ...
يلف حواليه غلطان2 و غلطان3 و غلطانة و يقولوله : ايه ؟ سامحك ؟ يعني ايه سامحك ؟ ازاي سامحك ؟ دا انت غلطان ؟؟ فاهم ؟غلطاان . يقع غلطان على الارض و يبص له باقي الغلطانين بقرف و يسيبو المسرح و الانوار تضلم .
--ستارة –
المشهد التالت : ( صوت جهوري لكن حنين ينده على غلطان المرمي على الارض لوحده و عليه بقعة نور
الصوت : يا غلطان ... – محدش يرد ... – يا غلطان ... – يبدأ غلطان يفوق و يقول مين ؟؟ ... – انا مش قلتلك اني سامحتك ؟ مش قلتلك اني بحبك ؟ ... – اه بس هما قالولي انه مينفعش .. انا غلطان ... – و تسمع كلامهم ليه ؟ قوم قوم نضف هدومك ... – يعني ينفع ؟ ... – يا حبيبي مانا قلتلك خلاص سامحتك .. سيبك من كل حاجة و تعالي (خليك معايا انا ... .( يتحرك غلطان بره بقعة النور و يمشي ناحية الظلام لحد ما يختفي
-ستارة النهاية –
تنزل عبارة على ستارة المسرح جاية من بروجكتور في اخر المسرح مكتوب عليها : " قد لا نستطيع .. أو بالأحرى لا نحب أن نوافق على الغفران بالرغم من أنه ليس في سلطتنا .. فلا يقدر مسجون أن يحكم على مسجون مثله بل بالحري " قاضي نزيه يفعل هكذا
بندق

ثلاثة حروف فقط

"و خلع يوناثان الجبة التي عليه و أعطاها لداود مع ثيابه و سيفه و قوسه و منطقته" (1صم 18 : 4)
في المكان المخصص لوقوف سيارات الأجرة ، وقفت بعد يوم عمل طويل و من أكثر الاشياء التي وددتها أن اكون في البيت عندما أغمض عيني و أفتحهما مرة أخرى ، و العادة دائما أن الأسرع هو الأقدر فلو جئت أولا ولكن وقف التاكسي بالصدفة عند من جاء بعدك فنادرا ما يتركه لك ، لذا فمن الطبيعي أن يهرع الكل بمجرد وصول أي تاكسي فلربما يكون الأقرب ، إلا هذه السيدة ... هي في الثلاثينيات من عمرها ممسكة بيدها اليمنى طفل ربما في الخامسة من عمره ، واقف كليهما في هدوء شديد لا يهرعان مثل الباقين .. و كأنها واثقة أن الله سوف يرسل لها التاكسي في الوقت المناسب
إذن فهي الثقة التي تجعلنا نأمن للآخرين مثلما فعل يوناثان ، و نأمن حتى لله مثلما فعلت هذه السيدة ... هي كلمة صغيرة و لكنها تحمل الكثير من المعاني ، فالكثير من العلاقات لا يمكن أن تبنى إلا على الثقة وحدها ، حتى تصل الثقة إلى أقصى درجاتها في علاقتنا مع الله ... فيتغير اسمها و تدعى الإيمان
لذا فـ "الايمان هو الثقة بما يرجى و الإيقان بأمور لا ترى" (عبرانيين 11 : 1)
أول صفة من صفات هذه الثقة المؤمنة أنها راجية و الرجاء هو الانتظار في تطلع لتحسن المستقبل و قد يدعوه البعض الصبر و الصبر هو من أصعب الأشياء التي قد يحتملها الانسان لأنه يحتاج للكثير من الوقت لتعلمه ، هو ذاته يحتاج صبرا حتى تتعلمه ، و ربما لذلك لا يكون قانون الراهب الجديد قويا ، حتى يتعلم أن ما ياتي سريعا يذهب سريعا فيتعلم الصبر الذي قال عنه الله " بصبركم اقتنوا انفسكم" (لو 20 : 19)
و أما الصفة الثانية من صفات الإيمان فهي الإيقان بأمور لا ترى و بذلك يكون الإيمان في مفهومنا ثقة عمياء بالله ، فبينما لا بد الا نتعجل في الثقة بالبشر ، لا بد أن تكون ثقتنا بالله عمياء لأننا لا بد أن نثق تماما أنه يعمل لصالحنا و أن " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله " (رو 8 : 28)
هي ثقة حتى بدون أسئلة ، لا تسأل الله لماذا فعلت أو ما هي حكمتك بل قل له أنا واثق أنك تفعل لخيري ولا تظن أنك قد تكون مصيبا أو مخطئا لأنك تثق بالله " القادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر " لذا فإن وثقت به فأنت دائما في حمايته .. دائما مصيب هب لنا يارب ان نؤمن بك و نثق فيك و نشكرك على كل حال ، هب لنا يارب أن نثق بسماحك للضيقات في حياتنا ، هب لنا يارب ألا نحاول أن نرى ماذا تفعل ، فثقتنا فيك ثقة عمياء
بندق

حكمة المخافة

هل جربت يوما ما الشعور الذي يخشاه الجميع و يتفادونه ؟ هل جربت من قبل الخوف ؟ لا لا .. لست أقصد أفلام الرعب و قلق الامتحانات و ألعاب الملاهي ، و لكني أقصد الخوف الحقيقي ، هل تعرضت لإحتمال الغرق ؟ أو لسطو مسلح و هناك سلاح موجها نحوك ؟ أو بحيوان مفترس بالقرب منك ؟ إنه شعور حقيقي يسمى الخوف ، موجود في حياتك إلى أن تستبدله بآخر ... تستبدله بالمخافة
لقد كانت الآية واضحة و صريحة .. قمة الحكمة هي مخافة الله .. فكرت قليلا محاولا ربط الخوف بالمخافة فوجدت ما أفعله سخافة ، أمعقول أن الحكمة تكون الخوف من الله ؟ الخوف ؟ هذا الشعور الذي يكرهه الجميع ، بل و يكون مصدره الله !! .. و كيف يكون مصدر الخوف و السلام سويا ؟ إذن أكيد ليس المقصود بمخافة الله الخوف من الله
إذن ما هي قمة الحكمة التي تتمثل في مخافة الله ؟ هذا ما دار في ذهني محاولا أن أرى كيف عاش القديسون مخافة الله فوجدت أنهم ترجموا مخافة الله إلى الخوف على الله و ليس منه ، فقد كانو يخافون أن يخطئوا فتسبب خطيتهم حزن لله ، آلام ، صليب .. دماء . لقد أحبوا الله جدا و خافوا أن يحزنوه فابتعدوا عن الخطايا و من هنا صارو قديسين لأنهم التصقوا بالقدوس
الآن ، علاقة الله بي هل هي خوف على مشاعره ؟ هل أتمنى دوما أن أراه مبتسما ؟ هل أطمئن دوما عليه ؟ هل أتحدث إليه و أسأله هل هو سعيد أم أني فعلت شيئا أحزنه .. كيف حالك يا رب ؟ هل أنت مبسوط ؟ ابعدني عن الشر يارب و خد بالك من نفسك و خليني دايما أخاف على زعلك عشان تكون دايما مبسوط
بندق

بصمة السكون

قد تضحك أحيانا لدرجة أن يترجرج جسمك و تدمع عيناك و لا تقدر أن تتمالك نفسك ... و قد تظن أنها قمة السعادة .. و لكن حالما تنتهي موجة الضحك تلك قد يعقبها مباشرة شيء يستدر دموعك للحزن ، هذه التي انسابت من قبل من كثرة الفرح ... إن كلها انفعالات وقتية تذهب و تجئ في حياتك دون تاثير عميق تظل دوما تذكره و تشتاق إلى تكراره
على الجانب الآخر ، قد تقابل أحد الأشخاص أو تكون طرفا في حدث ما ، هذه المفابلة أو هذا الحدث يلتصق بعقلك ، يترسب في ذهنك و الأهم من كل هذا عندما يترك بصمة بداخل قلبك ، هذه البصمة التي تشعرك بسكون القلب فتشعر أن قلبك ساكنا و نفسك هادئة لا تضحك جدا و لا تبكي حزنا و لكنها تشعر بنوع عجيب من الشعور لا يوصف و لكنه يدخل إلى أعماق القلب ليترك تلك البصمة من السكون و التي تستطيع دوما أن تتحسس آثارها مهما تقادم الزمن فوقها أذكر الآن ذلك اللقاء مع الأب الراهب أبونا السرياني و لم أنس اسمه و لكنهم هكذا يدعونه باقي سكان الدير من لابسي الزي الأسود "أبونا" ، لم أتحدث في ذلك اللقاء ، و لم أنطق ببنس شفة و لم يكن حتى لقاء فردي ، فقد كان يتحدث إلى جميعنا ، و لم يقل الكثير من الكلمات ، و قد كنت أجلس تحت قدميه التي لا يقدر أن يحركهما و أتطلع إلى وجهه ، و بداخلي هذا الشعور العجيب من السكون و الفرح الساكن و الاستمتاع بالوجود في حضرة هذا الأب ، فإن كانت هذه الفرحة الغير مرتبطة بضحك و تلك التعزية الغير ناتجة عن الدموع قد شعرت بهم في حضرة أحد البشريين ، فكم تكون السعادة و كيف يكون الشعور في مقابلة رب المجد ؟ ألا يستحق هذا السير في اضيق الأبواب و التخلي عن الكل من أجل الواحد ؟ أعطني يارب القدرة لكي ألتصق بك وحدك إلى الأبد
بندق

ميتا فعاش .. ضالا فوجد

كلنا نخطئ .. أليس كذلك ؟ و كل شخص – بحسب قامته الروحية – لديه ميزان حساس يختلف معياره ، به يقيس افعاله ، ليفرز ما بها من خطايا أو أشياء يعتبرها عادية ، و كلما اقترب الانسان من الله ، زود الله له حساسية ميزانه و هكذا تسير الأمور حتى يصل إلى ملء قامة المسيح ، فيملأ المسيح قامته الروحية و حياته.
و عندما يخطئ الانسان ، لا يحزن الله بقدر ما يحزن على فترة وجوده داخل الخطية ، الله يعلم أننا ضعفاء و يلتمس لنا العذر عندما نخطئ و لكنه لا يجد عذراً من عدم توبتنا و رجوعنا إليه ، و مهما كنا فعلنا فهو لا يهتم ، و ينسى كل شيء بل و يحرص أن يشعرنا أنه لا داعي أن نخجل أو أنه وضع حواجز أو أنه لا يزال يذكر ما فعلنا في المرة الفلانية أو ذاك اليوم ، مثلما قد نفعل ذلك نحن البشريون
انظروا ماذا يقول الله لأهل أورشليم بعدما أخطاوا : "اذا طلق رجل امرأته فانطلقت من عنده و صارت لرجل آخر فهل يرجع إليها بعد ؟ ألا تتنجس تلك الأرض نجاسة . أما أنت (ايها النفس البشرية) فقد زنيت بأصحاب كثيرين . لكن أرجعي إلى يقول الرب " ليس فقط الله ينتظر توبتنا بل يحثنا عليها و يشجعنا و يرغبنا فيها ، انظروا كلمة لكن في الآية ... كثيرة هي معانيها ، فسوف يتغاضى الله عن كل الآلام و الخطايا و كل ما صنعناه ، فقط نرجع اليه
بل عندما نفكر في الرجوع و نتخذ الخطوات يرانا من بعيد و يركض تجاهنا لئلا نعود فلا نكمل طريق التوبة ، لنتذكر ما فعله مع الابن الضال : " واذا كان لم يزل بعيدا ، رآه أبوه فتحنن و ركض ووقع على عنقه و قبله " ألا يستحق الله منا أن نعود إليه و نحاول بكل ما لنا من طاقة أنه بالحري لا نخطئ ، اهدنا يا الله إلى خلاصك
بندق

لدواعي السفر

لقد كنت أحضر للسفر خارج مصر ، فسوف أنتقل للعمل في احدى دول الخليج و هنا قررت أن أخرج لأشتري بعض الأشياء التي اعتقدت أنني سوف أحتاجها لدواعي السفر
و كنت دوما أقرأ هاتين الكلمتين في اعلانات الصحف و لكنني لم أركز فيهم فما الفارق أن يبيع أحد سيارته قبل أن يسافر أو قبل أن يشتري سيارة أخرى بنفس البلد ؟ و كذا منزله أو .. أو .. إلخ
و لكنني في ذاك اليوم أدركت معناها فلم أكن أدقق كعادتي و أفكر أنني ربما آتي الاسبوع القادم لمشاهدة تشكيلة جديدة و كل هذه الأشياء المتعارف عليها ، فقد كنت أشعر أن الوقت ضيق و هناك الكثير من الأمور تحتاج للإنجاز بعد
و أدركت أنه عندما تذهب لإنجاز شئ ما يكون عامل الوقت هو الدافع و تكون نتيجة هذا الهدف هي أساس حركتك في البداية ، فإن أردت أن تأكل فيحركك ذلك لنقل إلى المطبخ مثلا و مدى جوعك هو الذي يحدد نوعية الأكل الذي سوف تاكله بناء على الوقت الذي سوف تأخذه في التحضير
بل أنني عرفت أيضا كيف كان القديسون يطبقون مبدأ "لدواعي السفر" في حياتهم ، فلو أدركت أن هذا ليس مكانك ( الأرض ) و أنك لابد أن تسافر ( إلى السماء ) لوددت أن تبيع كل مالك هنا ( العالميات ) حتى تكون ما سينفعك في السماء ( الباقيات ) .. و إن شعرت بقرب سفرك سيحركك ذلك أسرع للبيع ( الصدقة و فعل الخير ) ألم يفعل ذلك كل القديسين ؟ بل أولم يفعل ذلك السيد المسيح نفسه عندما جاء على الارض و كان هدفه نحو الصليب و السماء .. ألا زلت يا نفسي تسألين لماذا كانت سنين المسيح قليلة على الأرض ؟ و لماذا لم يكن له أين يسند رأسه ؟
بندق

فكرة عن التفكير

هناك ... في أعماق نفسه الأنسانية ، جلس يفكر فيما أتى به إلى هنا .. إلى هذه الأعماق ، إنه انسان بسيط يعيش حياة عادية .. يمدحه البعض على عدم اكتراثه بالمشاكل بينما يرى البعض الآخر في ذلك لا مبالاة ... و ها هو يرى حياته بشكل مختلف من الداخل فلقد كانت الحياة أياما وراء بعضها ليس إلا ، أما الآن .. هي الكثير و الكثير و الكثير
إن مدى عمق التفكير هو أحد المفاتيح الذهبية في حياة الانسان و هو يؤثر في طريقة عيشه و تصرفاته و ردود أفعاله و حتى بشريته ، فمما لاشك فيه أن التفكير هو أحد المميزات الرائعة التي أعطاها الله للانسان دون غيره من الكائنات .. و لكن ما جعلني أفكر في التفكير أن أحيانا يكون التفكير متعبا للانسان يدخله في دائرة من الهموم و الدوامات و ربما يعلق الانسان بموضوع بفكره فلا يقدر أن يخرج منه
لذا فعندما ينتقل الانسان من مرحلة اللا تفكير إلى عادة التفكير و البحث يرتطم بصخرة صلبة تسمى لماذا و أخرى تسمى متى و باقي صخور الاستفهام .. أقصد .. أدوات الاستفهام .. إذن لماذا أعطانا الله التفكير ؟ أليس لنفكر ؟ و إذا كان مُتعِبا فلماذا نفكر ؟!! هذا كان السؤال الأصعب .. و لكنني اكتشفت أن للتفكير أنواع تتعدد حسب مادة التفكير و هي التي تحدد إن كان التفكير جيدا و مريحا أم لا ، فمن يفكر في الله يكون سعيدا ، و من يفكر في مستقبله بدون تسليم يكون حزينا ، و من يفكر في خطاياه دون رجاء قد ييأس .. إذن تكمن المشكلة في أننا نفكر في أشايء ناقصة دون إضافة كل الجوانب الموجودة فلا بد أن ننظر لكل الجوانب حتى نرى جميع أوجه الجمال و نحن نفكر .. لا تفكر في الأمر كثيرا جدا بل كن مطمئنا و دع الأمر لمن بيده الأمر
بندق

فكرة

كل الفكرة أن هذه الفكرة كثيرا ما لا تتكون كفكرة في رؤوسنا ، لقد كنت أقرأ أحد الكتب الممتعة فيه يصف الكاتب بماذا كان يشعر المولود أعمى قبل أن يخلق له السيد عيناه ، بعد أن فاته الكثير من الأشياء ليراها ، و هنا جاءت على بالي هذه الفكرة ألا و هي ... هل أحاول أن أضع نفسي دائما مكان الأخرين ؟ هل عندما أحكم على فلان ، أقول ماذا لو كنت مكانه ؟ .. يقفز الأن إلى فكري قول أحد الأباء الذي قال : "لو رأيت شخصا يخطئ خطأ لم تفعله فقل لو كان هذا الشخص قد أُعطي النعمة التي أعطيت لي لصار قديساً "
و الحقيقية ، أن تضع نفسك مكان الأخرين برغم صعوبته ، فمن المفيد جدا أن تفعل ، فإن وضعت نفسك مكان من هم أقل منك ، سوف تتدفق بداخلك ينابيع الشكر ... أما لو فكرت فيما سوف تكون عليه لو أعطاك الله الكثير من الهموم ... فسوف تشعر برضا بحالتك الأن لا يضاهيه أي شعور بالرضا شعرت به من قبل
وهل فكرت فيما سوف يعود عليك لو أحسست دوما بمشاعر الأخرين ؟ إنه من الرائع أن تحتمل غضب شخص آخر لأنك شاعر بما يعانيه و غفرانك لمن يخطئ إليك و هذه الحياة المملؤة بالسلام لأنها لا يعكر صفوها حقد أو مشاعر حزن من الأخرين أو إدانة حتى لأنك لأنك سوف تشفق على المخطئ ، إن من يضع في فكره أنه قد يكون مكان أي شخص ممن حوله تمتلئ حياته بالمحبة و الإشفاق و الحنان و المغفرة و السلام و ... إلخ أولا نقدر أن نقول أن السيد المسيح له المجد قد علمنا ذلك ... حاشا أن يفكر المسيح له المجد في أن يضع نفسه مكاننا حينما نخطئ بل قد تعدى هذه المرحلة و فاضت محبته لكي لا يفكر في لماذا أخطأنا بل أنه فكر في كيف يخلصنا من أخطائنا ، و هذه هي أعظم درجة أن تنفذ الفكرة و ليس فقط تفكر فيها
بندق

السعادة الحقيقية

ربما هو موضوع نسبي كما يقول البعض عن الكثير من الأشياء و المواضيع ، و ربما هو موضوع لا يفكر فيه الكثيرين بعمق أو لا يفكرون فيه من الأساس ، و لكنني وجدنه ملتصقا بفكري مثلما تتشبث الطيور بأغصان الأشجار ليلا .. في البداية شعرت بالهم ووجدت بداخلي شيء ما يدفعني للضيق لست أدري ما هو و لا كيف أوقفه قبل أن يدمرني ، و لكنني تذكرت أنني قد نسيت طعم السعادة منذ فترة .. و هنا بدأت التساؤلات تدور في رأسي كعقرب الثواني لا تهدأ ولا تكل ما هي السعادة ؟ و أين نجدها ؟ و هل هي دائمة ؟ و هل نستطيع أن نجددها ؟ و كيف نشعر بها ؟ و هل هي شعور داخلي أم ناتج عن رد فعل لحدث خارجي ... فكرت طويلا فيما سوف يزيل همي و يرجع السعادة إلى قلبي .. هل هو المال الذي يأتي فجأة و قد يذهب فجأة ، و حتى لو لم يأتي فجأة فهو غدار قد يذهب فجأة ... إذن هو العمل ؟ لقد كنت أظن قبل عملي الحالي أنني إن التحقت به سوف أصل لمنتهى السعادة .. و لكن للأسف ، لا.. لم يحدث .. إذن ماذا .. هل الأصدقاء ؟و لكنهم عندما فارقوني لأسباب خارجة عن إرادتهم تسببوا في زوال السعادة و شعور قاس بالوحدة لا يحتمل .. بداخلي صوت عالٍ لا أقدر أن أجعله ينتظر و لو قليلا، يقول لي .. هل تفكر في الله ؟ ماذا لو أعطاك الله سلام القلب ، و راحة البال ، و الطمأنينة و الشعور بعدم الحاجة إلا إليه .. يااااااااااه يا رب ، كم أنا محتاج إلى ذلك جدا .. كم أنا محتاج لصدرك كي ألقي عليه رأسي و أشعر بالإطمئنان .. كم أنا محتاج إليك يا رب .. متى تأتيني .. متى تستجيب لي يا رب .. متى تستجيب لي ؟ متى
بندق

في عصر التكنولوجيا

عندما جال بفكري موضوع وسائل الاتصال ، لم أكن أفكر في الموضوع الذي يسيطر على فكر الجميع من محاولة التوصل إلى اضرار المحمول و مزايا الأقمار الصناعية و بداية ظهور الجيل الثالث من شبكات الاتصال و كل هذه الامور التي يعد الدخول فيها لغير متخصص مثلي ضرب من الجنون و اضاعة الوقت
و لكنني لم أستطع أن أوقف رأسي عن التفكير في وسائل إتصال من نوع آخر و بالرغم من ازدياد أسعار الوسائل الحديثة إلا أن ما اتحدث عنها لا زالت مجانية تماما و لست أدري لماذا اشعر في الكثير من الأحيان أنها على قدر من التعقيد لدرجة أننا قد نجدنا نستخدمها دون طلب فهي تعرف متى نحتاجها فتظهر فجأة عارضة خدماتها لنا ... مجانا
ألا يقع الطفل بينما يلعب فيشعر بالأسى و قد تتبدل ابتسامته و تسمع الأم و تهرول إليه و عندما تراه و يراها تنبعث نظرة منها تصرخ لا تقلق فيرد الطفل بنظرة قائلا حسنا فقد اطمئن قلبي لرؤيتك ... كل هذه الأحاسيس التي تنتقل عبر وسائل اتصال كثيرة كالنظرة و اللمسة و مجرد الاحساس عندما ينتقل من قلب صديق لصديقه فيكتشف أنه حزين فيسأله عما به ... من أين عرف ، و من أخبره ... وسيلة اتصال غير مرئية و لكن تأثيرها بالتأكيد محسوس
مما لا شك فيه أنه من أفضل النعم التي أعطاها لنا الله هي الاحساس ... فالذي ينعم الله عليه بالاحساس أول ما يحس يحس بالله ذاته و من يشعر بالله يشعر بكل شيء جميل آخر و تتحول أحاسيسه إلى أحاسيس عالية المستوى و مرتفعة ... تشعر بالضعيف و تساعد الغير قادر شاعرة بالمسيح ذاته بداخل هؤلاء
بندق

من ينتصر .. من يبدأ ؟ ومن يستمر ؟

لقد كان يوم ذو بداية عادية نوعا ما .. و مر نصفه كذلك أيضا و لكن الكثير من الأمور لا يبقى على حاله ... فتجمعت الغيوم و حجبت نور الشمس لكثرتها و تجمعها ، ثم بدات تسقط الأمطار لفترة لا تقل عن النصف ساعة و لا تزيد عن الساعة ، و بعد ذلك لاحت الشمس مرة أخرى في شكل قرص ذهبي متماسك بشكل جميل تخرج منه الألوان البرتقالية و الصفراء بينما ذهبت السحب عن الشمس يميناً و يسارا و كأنها تبتعد منحنية في أعتراف صريح أنها قد انتهت بينما الشمس مازالت باقية .
و لأن عيد القيامة المجيد كان في الأيام الماضية فقد تذكرت آخر أسابيع الصوم .. اسبوع الآلام ، هذا الأسبوع العظيم الذي ينتهي بأليق نهاية ممكنة هي تذكار قيامة السيد المسيح له المجد ، و قد ذكرني ذاك اليوم بهذا الأسبوع الذي بدأ بداية مشرقة جدا و ظلت تتجمع الغيوم و السحب و وصلت إلى أقصاها يوم الجمعة الحزينة عندما مات المسيح لأجل كل الخطاة و اختفت الشمس تماماً و حلت الظلمة و لكن بعد فترة عاد المسيح بكامل مجده مشرقا أكثر من قبل السحب .. و انسحبت الغيوم معلنة خضوعها لملك المجد
بل أوليست هذه هي حياتنا تكون مستقرة و ينيرها شمس البر إلى أن تتسرب إليها غيوم الخطية التي تغمض عيني الانسان عن شمس حياتنا و أساسها .. الله المحب ، و هنا لابد أن ينهزم الشر و ينتصر رب المجد و يعيد الضوء لعيوننا و يحثنا للتوبة ، تجعل غيوم الخطية تنقشع و يسمح لنا بالتناول من الأسرار التي تشعل قلوبنا بمحبته لتضيء لنا الطريق
و هنا أهمية الرجاء و الصبر على الغيوم بثقة أنه لا شيء يغلب رب المجد ، فسيزيل كل الضيقات و يضيء حياتنا ، و من يصبر للمنتهى فهذا يخلص
بندق

مفاهيم مختلفة

هناك الكثير من المفاهيم في حياتنا نعتقد أنها كالمسلمات الرياضية التي تكونت و ترسخت بداخلنا بناء على خبراتنا و الإتفاق العام بين الناس على هذه المفاهيم ، و لكن ... هل هي فعلا صحيحة ؟
لن أطيل الحديث و لكن تذكروا معي شيء بسيط هو محور ما أريد الحديث عنه ... لقد عاش العالم خمسة آلاف سنة يعتقدون في الكثير من الأشياء إلى أن جاء واحد وحيد الجنس و أثبت للجميع – بمن فيهم الأحياء بل و أيضا الأموات أن هناك مفاهيم أخرى .. مختلفة .. عميقة–
ألم يظن العالم دوما أن القوة في العضلات و في الغلبة و الإنتصار و جاء المسيح ليخبرنا أن من يترك حقه من أجل الله هو القوي ؟ ألم نظن أن الأكثر مقاما يخدمه الجميع ؟ بينما جاء إله و خالق كل أحد الذي لا يعلوه مقاما .. ليخدم الجميع
لقد كانت حياة المسيح ككل هي مفهوم جديد للحياة .. مفهوم مخالف لكل المفاهيم أو معظمها التي عرفها العالم .. و لكنها مفاهيم حقيقية ، فلقد عرفنا الغنى الحقيقي و القوة الحقيقية و التواضع الحقيقي و القداسة الحقيقية
لقد قدم الله للتلاميذ ما يذهل أي شخص .. فالله ، الذي يجلس على عرش النعمة ، تخدمه الملائكة و كل هذا المجد غير الموصوف يتنازل و يغسل أرجل تلاميذه ... بل يغسل أرجلنا كلنا ... و بعد ذلك بوقت قليل نجده يخبرهم بشيء بطريقة تساؤل غاية في اللطف : ألم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة ؟ بعد أن يغسل لي الله قدمي هل أتأفف من طول القداسات و كثرة الاصوام ؟ بعد أن يتنازل لكي يخلصني ، بماذا أرد أنا ؟ بماذا أرد ؟
بندق

آلم و مجد

ترى يا نفسي هل شككت؟ هل نسيتي ؟ هل أحسست أن فاديكي قد تركك ؟ لم يعد ينظر إليك ؟ أم أنه لأن الدنيا لا تسير على هواك تظنين ذلك ؟ ... أو تذكرين بطرس العظيم سائراً على المياة طالما هو لم يشك ... هل شككت يا نفسي فسقطي في الحزن و هذه الكآبة التي بداخلك ؟
هل تغلبت عليكي الهموم ؟ و صور لك الشيطان الحياة بلا قيمة ؟ قولي لي بحقك هل نسيتي ؟ هل نسيتي الصليب و الدماء ؟هل نسيتي الترتيب و المعونة .. هل نسيتي عندما دبر لك الله هذا و هذا و ذاك .. و أعطاك و أنعم عليكي .. هل ذهب كل ذلك و تذكرتي فقط الآن أنه ليس بجانبك ... و من أدراكي ؟
كثيرا ما نكون سعداء جداً و فرحين و شاكرين عندما تسير الأمور بطريقة نظن أنها في مصلحتنا ، و نحزن جداً إذا ما سارت الأمور عكس ما نريد ... كثيرا ما نشعر بثقة غير متناهية في مواعيد الله في الحالة الأولى ... و نظل نعاتبه بشدة و نصرخ إليه قائلين أين أنت يا رب و لماذا لم تقف بجوارنا ؟!
عندما لا تتحقق مآربنا ... هل حقاً يريد الله لنا الآلم و الحسرة و الإحباط ؟ لست أعتقد أنه قد خلقنا لهذا فلقد خلقنا حتى نفرح و لكن لابد أن الألم جزء رئيسي للوصول للأفضل ، هلا نتأمل حياة المسيح له المجد و الرسل و الشهداء و كل من حصلوا على حياة أفضل مروا بالألم ، لهذا فإن كان الدواء المر يجلب الشفاء فالألم المر يعرفنا أننا في طريق المجد لأن الله يرانا و يحفظنا و يرعانا ، يارب علمنا أن نثق فيك ثقة عمياء لأنه من وثق فيك قبلاً و خذلته ؟ ... لا أحد يارب .. لا أحد.
بندق

المعدن المخفي

انفتحت أبواب المترو و صعد هو في هدوء ملامحه تعلوها طبقة من الجد ... بدون حزن أو فرحة .. ربما خجل ، هو طفل في الحادية عشرة من عمره تقريباً لا يزيد و إن كان من الممكن أن يقل .. يرتدي ملابس متسخة نوع ما و حذاء أسود، يبين قصر بنطلونه أنه كان يرتديه دون جوارب ، و ممسكا بمجموعة من الأوراق الصغيرة يوزعها على الناس بترتيب معين حتى يعرف كيف يلملم الأوراق من أيدي الناس بعد أن تستعطفهم الكلمات المكتوبة بها فيعطونه ما خرج من ذمتهم ، و في طريقه للنزول سمع مجموعة من الشباب يلهون و يضحكون و يقلدون مواقف مضحكة ، فما كان منه إلا أنه هز كتفيه و ابتسم ابتسامة رائعة ، بل غاية في الجمال و الروعة ... لست أدري من الذي علم هذا الطفل أن يستعطي بهذه الطريقة الهادمة لطفولته ، و لكنني أعلم من الذي علمه ان يضحك هذه الضحكة ... إنها طفولته البريئة التي و إن غطاها العديد من طبقات الهم و القهر و الألم ... مازالت تتلألأ هذه الطفولة تحت هذه الطبقات منتظرة فقط من يحاول اظهار لمعانها و بريقها .
هكذا نحن جميعاً ، لا يخلقنا الله أبداً بعيب أو بشر أو بشيء خاطيء بل بمعدن طيب ذو لطف روحي جميل و لكن هذا المعدن يظل يتفاعل مع ما يحتك به ، فإما يزيد نقاوة و إما يتآكل شيء فشيء إلى أن يختفي .. و هنا يمكن الفرق بين اللص الذي دخل الفردوس ، فقد نبش ما غطى معدنه حتة يظهره ، و بين يهوذا الذي بعد أن كشفه له الله عاد هو و غطاه بما يطمسه للأبد ... عرفني يارب طريقك .
بندق. فبراير 2007 – شبرا

غضب و تيه

لم أنظر خلفي و لكني كنت أحاول جاهداً أن أري نهاية الشارع ، لم أكن أرى سوى مجموعة من بقع النور الأصفر تسير وراء بعضها في تتابع مرسوم ... .
لقد حاول كثيراً أن يسألني إلى أين أنت ذاهب ، ماذا بداخلك ؟ و لكني لم أستطع الرد عليه ، و هو بدوره كان لديه ما يكفيه ، فبعد قليل سوف يتلاشى و ينتهي إذ قد اقترب المصب ، و سرت و سرت و هو بجانبي إلى أن استكمل هو رحلته ، أما أنا فلم أقدر و لكنني ظللت أفكر فيما رأيت ، فقد كان ما رأيته يحاول أن يخفي غضبه و لا يظهر عليه سوى بعض التموجات القليلة أو أحياناً يعلوها اللون الأبيض و هو يتمنى أن يزول غضبه ، و لكن الوقت لم يعطيه ما يريد أبدا فدوما كان البحر يستقبل النيل بصدر رحب ، و لكنه لم يجد ما يمهله ليزول الغضب فلطالما اصطدمت أمواجه بالشاطيء ، لقد كان ثائراً جداً ، غاضب و لكنه لا يدري ماذا يفعل و كيف يتصرف ... لقد كان مثلي تماماً.
نود ان نعيش في هدوء و سلام دون صِدام أو خطر أو سوء ... دون خطية ، و لكنني أجد نفسي غارقا في الخطايا فلست أدري ماذا أفعل ... لقد تبت ، أو لنقل حاولت التوبة من قبل و لكنني بالعودة للخطية أثبت أنني فشلت ... ترى أين الطريق ؟ و أين التوبة .. أين يارب الحياة معك و في ظلك ؟ هلا تريني إياها .. هل ترحمني و تقبلني مرة أخرى .. هل يارب .. هل ؟
بندق.فبراير 2007 – رأس البر