معطي الحياة

كنت قد فكرت أن أبدأ حديثي بذكر عدة أشياء مما يعطيها لنا الله على سبيل المثال لا الحصر إلا أنني أعتبرت هذا أيضاً غباء لأن من يقدر أن يتحدث عن جزء من المالانهاية الذي سيكون بالتالي مالانهاية أيضاً .... لذا فسوف أتحدث عن شيء واحد جال بفكري اليوم و سوف أتحدث بإيجاز شديد لأن هذا الشيء لا يكفيه العديد من الصفحات ، ألا وهو ... الحياة .
في البداية لا بد أن نعلم أن قدرة الله غير محدودة فهو قادر أن يمنح الحياة لأي أحد و يأخذها من أي أحد ... كل نفس نستنشقه و نخرجه لابد أن يحصل على موافقة الله أولا .. و السؤال الأن ، إذا كان الله يسمح باستمرار حياتنا و يعطينا كل يوم نعيشه يوم جديد يضاف لرصيد حياتنا ، فما واجبنا نحن ؟ ... البعض يقابل ظروف لا تعجبه فيتمنى الموت و البعض يهيئ له الشيطان ظروف معينة ليفعل أشياء معينة فلا يعترض و الأخر لا يدري ماذا يفعل أو لماذا و يشعر بالتيه في الكثير من الأحيان .
إن كل هؤلاء ينظرون للأمور من الخارج فلو دخلوا للعمق قليلا سيجدوا كل الطرق تتجمع سويا و تزداد تجمعا كلما دخلوا حتى تصبح طريقا واحدا يؤدي إلى الله ، إن الله هو مركز و محور حياتنا ، بل هو كل حياتنا .
.. من يتمنى الموت ، لو فكر قليلا أن الله يعطيه فرصة لكي يتوب و يرجع إليه أعتقد أن شعوره سوف يتغير كثيرا ، أما الذي يتبع ظروف الشر التي يهيئها له الشيطان لو وضع في نفسه أن الله يعطيه كل يوم و كل ساعة و ثانية لكي يعيشهم لله فسوف يغير ذلك قبوله لتلك الظروف ... أما الذي يشعر بالتيه فلا يوجد له سوى مكان واحد يصلح كمأوى آمن هو الله أيضاً .
إن الله يحبنا حب لا نهائي و لهذا يعطينا الحياة ، إنها أثمن شيء عنده ، لقد اشترى حياتنا غالية جداً .... بدمه ، و مع ذلك يعطينا إياها مجاناً .. أما نحن فنطلب منه ألا يعطينا إياها و نتمنى الموت ... ياللعجب .
ليس لي بارب الأن ، و في هذا اليوم بالذات إلا أن أشكرك على كل جزء من ثانية تعطيه لي و لكن اسمح لي أن أطلب منك أن تتولى قيادة حياتي و أنا واثق أنني سوف أكون سعيد .. أشكرك يارب لأنك أتيت بي إلى هذه الساعة ... .