آلم و مجد

ترى يا نفسي هل شككت؟ هل نسيتي ؟ هل أحسست أن فاديكي قد تركك ؟ لم يعد ينظر إليك ؟ أم أنه لأن الدنيا لا تسير على هواك تظنين ذلك ؟ ... أو تذكرين بطرس العظيم سائراً على المياة طالما هو لم يشك ... هل شككت يا نفسي فسقطي في الحزن و هذه الكآبة التي بداخلك ؟
هل تغلبت عليكي الهموم ؟ و صور لك الشيطان الحياة بلا قيمة ؟ قولي لي بحقك هل نسيتي ؟ هل نسيتي الصليب و الدماء ؟هل نسيتي الترتيب و المعونة .. هل نسيتي عندما دبر لك الله هذا و هذا و ذاك .. و أعطاك و أنعم عليكي .. هل ذهب كل ذلك و تذكرتي فقط الآن أنه ليس بجانبك ... و من أدراكي ؟
كثيرا ما نكون سعداء جداً و فرحين و شاكرين عندما تسير الأمور بطريقة نظن أنها في مصلحتنا ، و نحزن جداً إذا ما سارت الأمور عكس ما نريد ... كثيرا ما نشعر بثقة غير متناهية في مواعيد الله في الحالة الأولى ... و نظل نعاتبه بشدة و نصرخ إليه قائلين أين أنت يا رب و لماذا لم تقف بجوارنا ؟!
عندما لا تتحقق مآربنا ... هل حقاً يريد الله لنا الآلم و الحسرة و الإحباط ؟ لست أعتقد أنه قد خلقنا لهذا فلقد خلقنا حتى نفرح و لكن لابد أن الألم جزء رئيسي للوصول للأفضل ، هلا نتأمل حياة المسيح له المجد و الرسل و الشهداء و كل من حصلوا على حياة أفضل مروا بالألم ، لهذا فإن كان الدواء المر يجلب الشفاء فالألم المر يعرفنا أننا في طريق المجد لأن الله يرانا و يحفظنا و يرعانا ، يارب علمنا أن نثق فيك ثقة عمياء لأنه من وثق فيك قبلاً و خذلته ؟ ... لا أحد يارب .. لا أحد.
بندق